جمع ما بين الكهرباء والطين لصناعة مجسمات إبداعية بمواد بدائية هي ما تبقى من ألعاب الطفولة، حيث جعل من الطين أشكالا ولوحات مضيئة، حيث يبدأ بجمع الطين في نقطة محددة ويقوم بتشييد المعالم الأساسية وصناعة المداخل بطريقة بسيطة عبارة عن بوابة للدخول وجاعلا لها درجات للصعود حيث إن بعضها أشبه بالواقع. الشاب خالد بن ناصر آل جرابا من قرية الخضراء الشمالية التابعة لمحافظة أبو عريش بمنطقة جازان، بداية موهبة ترويها أنامله منذ نعومة أظفاره حيث بدأ منذ صغره حينما كان عمره 12 عاما وهو في المرحلة المتوسطة وما زال ينمي موهبته بنفسه حتى عندما التحق بقسم هندسة الحاسب الآلي في جامعة جازان. يقول الجرابا «كنت ألعب بالطين وأصنع منازل وأكواخا طينية بالإضافة لصناعة مساجد بالطين وجعلها كبيرة كي تتسع وتستوعب أكبر عدد من المصلين، وبعد أن كبرت وازدادت محبتي لهذه الموهبة أضفت عليها بعض التطور حسب الإمكانيات المتوفرة لدي فصرت مع كل منزل وكوخ طيني أجعل هناك أنوارا كهربائية لتعطي شكلا حضاريا لها، وإلى اليوم وأنا أضيف عليها بعض التطور والأفكار التي تكون حاضرة في مخيلتي وخواطر وجداني». وفي الوقت ذاته أضاف خالد موهبة أخرى وهي موهبة تصنيع اللوحات الفنية المضيئة حيث يحضر لوحة أو صندوقا بمقاس معين ويبدأ بالرسم بالقلم الرصاص حتى يتيح لنفسه المسح والتنقل بين الأفكار، وبعد أن يرسم أفكاره يقوم بالتكرار عليها بالقلم الجاف وبعدها يبدأ بتلوينها. وعاد خالد الذي كان يحتفظ بألعاب الطفولة في صندوق أسماه صندوق الاختراعات الآن لها لأخذ محتوياتها من أنوار وبطاريات ومحركات، لعمل دائرة كهربائية لتوصيل التيار للمجسمات الطينية التي يعملها. وأشار إلى أنه في هذه الأيام بصدد بداية صنع مشروع بسيط باسم (أرض الخير) عبارة عن مدينة من الطين مكونة من مجموعة من المنازل الطينية وأيضا مسجد وبنفس الوقت جامع كبير لأداء الصلوات وصلاة الجمعة، والفكرة هي أن أهالي هذه المدينة تسود الألفة والمحبة بينهم فهم في بيت الله يلتقون باليوم خمس مرات، وبين المنازل والمسجد هناك بالإضافة إلى وجود دوار الألفة والمحبة في منتصف الدوار نافورة الخير لإضفاء طابع أخوي للخير الذي يملكونه في قلوبهم وبين أفراد هذه القرية النيرة. من جانبه، أكد مشرف العلاقات العامة في فرع جمعية الثقافة والفنون بمنطقة جازان وائل محمد طميحي أن الجمعية ترحب بأي موهبة تريد الانضمام لها، حيث تقوم بتدريب وتنمية المواهب بالدورات النظرية والتطبيقية وتسهيل كل ما يمكن تسهيله حتى ترتقي للأحسن، فالباب مفتوح وعلى الرحب والسعة، مشيرا إلى أن هناك تعاونا بين فنون جازان ومركز النخلة لصناعة الحرفية بالأحساء وذلك لتنمية وتطوير مهارات الهواة من أبناء المنطقة في مجال صناعة والنقش على الفخار، وأقيمت عدة دورات بمنطقة جازان خلال السنوات الثلاث الماضية وذلك تحت إشراف الهيئة العامة للسياحة والآثار، والجمعية تؤكد سعيها لتطوير وتنمية المواهب المختلفة لأبناء المنطقة في مجالاتها المختلفة.