وهذه الكلمة هي ذاتها التي قيلت للكابتن طيار نوال هوساوي لتصنع حدثا تفاعل معه المجتمع بكافة شرائحه، وهي أي هوساوي من استطاعت أن تخلق ذلك التفاعل وتطالب بحقها، ولم تفعله بالأساليب الغوغائية التي قد يلجأ إليها البعض كمد اليد أو اللسان وهو السائد لدينا، وإنما بطريقة حضارية عادة ما يلجأ إليها مواطنو الدول المتقدمة وهي التي كفل فيها القانون للفرد حقه في حال تعرض للإيذاء أيا كان نوعه. ولو أننا عززنا في الفرد قيمة الحصول على حقه وبصرناه بالطرق الصحيحة لأخذه أو هيئنا له السبل للحصول عليه فسيكون لدينا أكثر من نموذج راق ليس نوال فقط وإنما غيرها دفعهم سلوكهم المعزز بالاعتراف بذلك الحق إلى أن يقاضي من تجاوز معه الحدود المانعة للأذى سواء لفظيا أو حركيا وإن كان الأخير يلجأ من تعرض له في الغالب إلى تقديم بلاغ بالحادثة ولكن بعد أن تضيع معالم القضية وتدخل في متاهات بعضها قد يتعدى حدود القبيلة وهنا قد يحضر العرف ويضيع الحق. في أعرافنا ما هو جيد ويسهم في حل بعض القضايا غير أنه في أغلب الأحيان لا يصل إلى حد الإنصاف فتظل الضغينة لدى أحد المتخاصمين حارة لا تخمدها الجاهات القبلية وخاصة ما كان منها يقدح في شخصيته أو سلوكه وحمل استهزاء أو عنصرية، كمن يستهدف اللون أو العرق أو حتى المذهب. التفاعل كان جميلا ونابعا من الحاجة إلى وجود قوانين شخصية لمثل هذه القضايا التي يتعرض لها البعض وهم كثر غير أن منهم من يطوع جسده للأخذ بحقه.. وآخرون يمضون في طريقهم منكسرين ليقينهم بعدم جدوى المحاولة بينما المعتدي وهو الأقوى في المشهد له أن يقنع بما ألحقه بهم من ضرر أو يوغل في الأذية لمعرفته بنقطة ضعفهم.. والسبب أننا لم نوجد قوانين رادعة، واضحة لكل تصرف أو اعتداء على كرامة الفرد من آخر بل المسألة فيها ضبابية، وفي الوقت الذي استنفر فيه الجميع مع قضية هوساوي بما فيها دوائر الحقوق العامة والخاصة.. هناك قضايا مشابهة لا ينظر إليها ويغض الطرف عنها بل ويصرح أنه ليس من حق المواطن في حال تعرض إلى مثل هذا الاعتداء أن يتقدم بالشكوى وهنا يبرز تناقضنا الكبير وعدم الإنصاف في هذا الأمر تحديدا !.