حمل أستاذ العلوم السياسية الدكتور صالح المانع الحرس الثوري الإيراني مسؤولية الاستيلاء على ثلاث دول عربية، هي العراق وسورية ولبنان، ويقترب الآن من صنعاء. وأوضح، عبر ورقته عن «تحولات السياسة الإيرانية» في ندوة «المملكة والأمن القومي العربي» بمهرجان الجنادرية، أمس، أن السياسية الإيرانية كانت تدار طيلة عقود من خلال تجار البازار والمثقفين ورجال الدين، مشيرا إلى أن الطابع المصلحي والتفاعلي للسياسة الإيرانية برز خلال حقبة الرئيس رافسنجاني الذي حاول أن يجعل من التجارة قاسما مشتركا بين السعودية وإيران. ولفت المانع إلى أثر الأيديولوجيات في صنع الأزمات ورسم السياسات، خصوصا بعد أن دخل الحرس الثوري إلى العراق وبسط نفوذه بقوة على القرار، وأضاف المانع أن في إيران قوى خيرة يمكن للسعودية أن تمد يدها إليها، بالنظر إلى أن الحوثيين يقتربون من العاصمة صنعاء، وربما يطمحون لاحتلالها في ظل تحالفهم مع إيران. من جهته، رأى اللواء سامح سيف اليزل أن العلاقات السعودية المصرية انتقلت من حالة تعاون إلى التحالف، واستعاد مشاهد وأحداثا ووقائع على مدى سبعين عاما وقعت خلالها معاهدات وقدمت معونات ومساعدات، أهمها تقديم مائة مليون دولار لبناء السد العالي عام 1956، وتوقف اليزل عند الموقف الشجاع للملك فيصل باستخدام سلاح النفط لمناصرة حرب أكتوبر وما أسفرت عنه تلك الاستراتيجية من تحقيق مكاسب مشتركة لمصر والسعودية، ووصف موقف المملكة في 30 يونيو بالموقف المشرف من خلال المساعدات التي أسهمت في توفير الأمن للشعب المصري قبل توفير التنمية الاقتصادية، داعيا إلى تعزيز العلاقات المشتركة من خلال تطوير الشراكة في الصناعات الحربية في ضوء توفر الخبرات المصرية ورأس المال السعودي، الأمر الذي يمكن معه تطوير البرنامج النووي السلمي لخدمة الطب والصناعة وتوليد الكهرباء، لافتا إلى أهمية التشاطؤ المكاني بين مصر والسعودية، حيث إن موقع كل منهما على جهة من البحر الأحمر يسهم في تحقيق الأمن القومي. بدوره، ذهب الباحث الدكتور عبدالحسين شعبان، في ورقته، إلى أن المملكة وجدت نفسها فجأة في خضم الأزمة العربية والصراعات الإقليمية التي حاولت جاهدة أن تنأى بنفسها عنها، ورأى أن المملكة لا يمكنها التخلي عن مواقفها الإنسانية والعربية والإسلامية، مع عملها الجاد والشامل لإذابة الصراع من خلال تحديد الأهداف والمواءمة بين الوسائل والغايات، كون الوسيلة النبيلة جزءا من الغاية النبيلة.