انطلق ظهر اليوم النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (جنادرية 29) بأولى ندواته، وبرعاية إلكترونية حصرية ل "سبق"، حملت عنوان "المملكة والأمن القومي العربي". وخلال الندوة أكد دكتور العلوم السياسية "خالد نايف بن هباس" أن تراجع الدور الأمريكي مؤخراً في الأحداث التي تشهدها المنطقة، هي محاولة لرسم الأحداث في المنطقة وفق أولوياتها وسياساتها، كون المنطقة العربية تحتوي على 57 % من احتياطي النفط العالمي، ومشرفة على ممرات مائية حيوية طبيعة المرحلة.
وقال إن أمريكا تستغل ما تمر بها المنطقة العربية وتعرض النظام الرسمي العربي لعدد من الهزات التي خلقت فجوات مكشوفة في عدد من المناطق، لتأتي الثورات ضمن عدد من التداعيات، إذ تركت آثارها على عدد من الجوانب وأثرت على أنماط التحالف الإقليمي العربية، بالإضافة إلى تدخل عدد من الدول المجاورة الإقليمية غير العربية، التي تعمل على المساهمة في رسم مستقبل المنطقة، مثل إيران وتركيا، وقد أثّر ذلك بشكل كبير على استراتيجية العمل العربي.
وتحدث الباحث في الدراسات وعلوم السياسية "صالح المانع" حول موضوع العلاقات السعودية الإيرانية، مبيناً أن إيران دولة مجاورة ومهمة وإسلامية ومؤثرة في الأحداث بدول المنطقة.
وقال إن من يدرس سياسية إيران الخارجية يلاحظ أنها تعتمد على العلاقات الصراعية، ويوجد في إيران ثلاث فئات تلعب دوراً كبيراً في سياسة البلد الخارجية، وهي فئة رجال البازار، والمثقفين، ورجال الدين.
وتابع: رجال البازار هم من يمثلون الوجه التجاري والعملي لإيران الذي أخذ يبرز في العشر سنوات الأخيرة على المستوى الخارجي والداخلي ومنها سيطرة نظام الحرس الثوري على الاقتصاد ما خلق حالة من النزاع داخل المجتمع الإيراني.
وتحدث اللواء سامح سيف اليزل من مصر عن ماضي العلاقات السعودية المصرية مستشهدا بقول الملك عبد العزيز رحمه الله "لا غنى للعرب عن مصر ولا غنى لمصر عن العرب"، ودور المملكة في حرب أكتوبر أثناء توقيع معاهدة الدفاع المشترك واستخدام السعودية معركة البترول لخدمة حرب أكتوبر وتوظيفها بطريقة استراتيجية في تحقيق المصلحة العربية.
وعن الحاضر والمستقبل أكد "اليزل" ضرورة إقامة صناعات عسكرية مشتركة بين المملكة وجمهورية مصر العربية لتوفر الخبرات والمقومات، كون مصر لها باع طويل في صناعة المدرعات وأنواع من الدبابات، بالإضافة إلى ضرورة الاستخدام السلمي للطاقة النووية، على اعتبار أن مصر تملك منذ الخمسينيات برنامج مفاعل نووي سلمي لتوفر كافة الكفاءات والخبرات التي تعمل إسرائيل على اغتيالها، خوفاً من انطلاق مصر واستخدامها السلمي للطاقة النووية.
ومن الناحية الاقتصادية أشار "سيف" إلى أن المملكة تعد أكبر مستثمر عربي ودولي في مصر وتفوق استثماراتها 20 مليار دولار، لذلك يجب ان تكون هناك مشاركة فعالة وقومية كبرى تخدم البلدين من خلال تبادل الخبرات على مختلف المجالات، ومنها الزراعية، لتستفيد المملكة من تلك الخبرات وتوظفها في إنعاش أراضيها ذات المساحات الشاسعة.
وأكد "سيف" من الناحية السياسية ضرورة تطوير العمل المشترك بين الدولتين للوقوف في وجه طموحات إيران وبرامجها النووية، بالإضافة إلى توحيد مواقف الدولتين في مختلف المحافل العربية والدولية والصراعات الأخيرة التي تشهدها المنطقة العربية.
وختم "حسين شعبان" الندوة، معتبراً أن الأمة العربية تحتاج إلى إعادة دراسة لما تمر به من ظروف وأن دور المملكة العربية السعودية في هذا الشأن بارز وكبير، نظراً لثقل مكانتها على المستوى الدولي.
وطالب بتوفر عنصر الدلالة والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى أن الأمن القومي جزء لا يتجزأ من الأمن الاقليمي ويجب معرفة نفوذ الدور الإيراني وتأثيره سلباً أو إيجاباً، وطرح سؤال: هل إيران عدو دائم أم صديق محتمل؟
مشاهدات ولقطات:
تأخر انطلاق الندوة 20 دقيقة نظراً لعدم كفاية الحضور ولتأخر بعض الضيوف الذين يقيمون داخل الفندق.
المركز الإعلامي بقاعة المؤتمرات قدم التسهيلات للإعلاميين, حيث جهز المركز بجميع الخدمات.
تم تزويد الحضور بنشرة الجنادرية وجدول الفعاليات الثقافية.
حضور إعلامي ضعيف.
وزع المنظمون داخل القاعة على الحضور عدة استمارات لتعبئتها، منها (استمارة مشارك – استمارة ضيف).
لم يجد القائمون على الأمن أي صعوبة في دخول الضيوف, حيث كانت البوابة الرئيسية مزودة بأجهزة تفتيش.
حضور نسائي (للمثقفات) لا يتجاوز 4 سيدات.
جهزت اللجنة المنظمة مكاناً عند مدخل القاعة لتناول الضيوف المشروبات الساخنة.
أبدى أحد الضيوف تذمره من الحديث الجانبي بين بعض الإعلاميين، أثناء الندوة.