انطلقت أمس أولى فعاليات النشاط المنبري للمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 29» بندوة: «المملكة والأمن القومي العربي، وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتيننتال بالرياض. وأدار الندوة الدكتور خالد بن نايف بن هباس، حيث قدم نبذة مختصرة عن المشاركين في الندوة، وهم: الدكتور صالح المانع من السعودية، واللواء سامح سيف اليزل من جمهورية مصر العربية، والدكتور حسين شعبان من العراق. وفي بداية الندوة قدم الدكتور المانع ورقة عمل تناول من خلالها العلاقات السعودية الإيرانية والتطور التاريخي لها، ولفت إلى المراحل المختلفة لهذه العلاقة بين البلدين، مبينًا أهمية أن ترتكز كل العلاقة على عدم التدخل في شؤون الآخر، مشيرًا إلى أن المملكة تتمتع ببعد روحي حيث تفتخر بالحرمين الشريفين وهى قبلة للمسلمين في أنحاء الأرض. كما أشار إلى ثقل المملكة الاقتصادي والدور المهم الذي تؤديه على الصعد كافة. وتحدث اللواء سامح سيف اليزل من جهة عن العلاقات السعودية المصرية، واصفًا إياها بأنها علاقات تاريخية بدأت منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الذي وقف مع مصر سياسيًا واقتصاديًا حتى امتد هذا العطاء إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأبرز اللواء سامح في ورقة العمل التي قدمها أهمية إقامة تنسيق دائم بين البلدين الشقيقين لما يمثلانه من ثقيل كبير في المجالات كافة، لافتًا الانتباه إلى أن إقامة تنسيق دائم بين البلدين سيكون له تأثير كبير على جميع الدول، مشيدًا في الوقت ذاته بموقف المملكة العربية السعودية في 30 يونيو عندما وقفت بجوار مصر في أزمتها، وتقديم المساعدات الاقتصادية المهمة، مؤكدًا على أنه لابد أن تتم تقوية هذه العلاقات في كثير من الأمور المهمة من حيث الإستراتيجية للتعاون في الصناعات العسكرية، والاستخدام السلمي للطاقة النووية في مجالات الطب والزراعة وتوليد الطاقة الكهربائية، ومشيرًا إلى أن السعودية تعد أكبر مستثمر عربي ودولي في مصر بأكثر من عشرين مليار دولار، ولذلك لابد من الإستثمار في إيجاد مشروعات قومية كبرى تخدم الدولتين. بعد ذلك قدم الدكتور حسين شعبان ورقة عمل أشار فيها إلى الدور الكبير الذي تقوم به المملكة في سبيل وقف النزيف الذي تعاني منه بعض الدول في الوقت الحاضر، وأكد الدكتور شعبان أن أمن المملكة هو جزء من الأمن القومي العربي، منوهًا بسياسة المملكة التي حرصت على أن تنأى بنفسها عن الصراعات الإقليمية وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. بعد ذلك فُتح باب الحوار حيث شارك عدد من الحضور بمداخلات وأسئلة أجاب عليها المشاركون في الندوة.