يعرف أي مكي أن كلمة «الضرة» تعني النملة وقد أطلقت صفة «المجنونة» على نوع من النمل لونه أسود يتحرك بسرعة فائقة خلال سعيه الدؤوب لجمع وتخزين بقايا الحبوب والطعام في «مساكنه» لتكون مؤونة له خلال فصل الشتاء والأمطار، وكل أنواع النمل تفعل ذلك ولكن «الضرة المجنونة» تجري في عدة اتجاهات في وقت واحد، ومن يراقبها فإنه قد يصاب «بحول» مؤقت في عينيه لسرعة حركتها وقيامها بتغيير اتجاهها عدة مرات في الثانية الواحدة، فوصفها من رآها على تلك الحالة بالضرة المجنونة!، وبناء على ذلك الوصف البليغ فإن المكيين أنفسهم أخذوا في وقت لاحق يشبهون من يقوم بحركة سريعة مماثلة لحركة الضرة المجنونة بأنه مثلها فيقولون عنه: «فلان زي الضرة المجنونة»، فإذا راقب أي شخص حركات الموصوف لمدة دقائق فقط فإنه سوف يتأكد له انطباق الوصف على الموصوف!. ومن أهم مشكلات شبيه الضرة المجنونة أنه لا يكتفي بإرهاق نفسه بكثرة الحركة وسرعة الدوران والارتفاع والانحدار والتوقف والانطلاق والدخول والخروج والارتطام بالأبواب وتطبيق درجات السلم ثلاثا ثلاثا، بل إنه يرهق من يعمل معهم أو يعملون معه، لأنهم ينشغلون بمتابعة حركته السريعة متوقعين دخوله وخروجه في أي لحظة، متوجسين خيفة من ردة فعله المباغتة أو أنه قد يتعثر في طرف مكتب من المكاتب أو يقلب عليهم أكواب الشاي التي يوزعها مستخدم الإدارة أو يرتطم بزميل داخل أو خارج من الباب، ويا ليت كل ذلك ينتج عنه عمل وإنتاج كما تفعل وتنتج الضرة المجنونة بل إنه مجرد حركة مرهقة وجعجعة بلا طحن أو طحين، ولا شك أن وجود أشباه للضرة المجنونة، في أي عمل إداري أو مالي أو فني يؤثر سلبا على ذلك العمل ويوتر أجواءه ويجعل العاملين غير قادرين على التركيز في أعمالهم وما بين أيديهم من ملفات لأنهم مشغولون بحركة الضرة المجنونة، داعين الله أن يرزقه الرزانة والأناة وحسن التصرف ليكون قادرا على الإنتاج والعطاء ومن يستعرض منكم من حوله من الأصدقاء أو الجيران فإنه قد يتذكر شخصا أو أكثر ممن ينطبق عليهم صفة الضرة المجنونة وأنه عانى من التعامل معه فاستعان بالبنادول أو بحبوب الضغط لتلافي النتائج الوخيمة لذلك التعامل!!.