طالب زوج امرأة تم خطفها وضربها وكيها لمدة أربع سنين على يد إخوتها غير الأشقاء، قبل أن يتم تخليصها على يد شقيقها، وزارة العدل بإنصاف زوجته في قضيتها المرفوعة في المحكمة الجزئية ضد مختطفيها. وذكر زوج المختطفة فهد اللويمي ل«عكاظ»، أنه تمت إحالة قضية جنائية إلى المحكمة الجزائية من فرع هيئة التحقيق والادعاء العام بالرياض رقم (102542) وتاريخ 26/10/1434ه بعد أن تم القبض على إخوتها الذين اعتدوا عليها بالتحريض والتخطيط والتعدي على حرمة منزلنا الآمن المحرز وذلك بالقفز عليه والترويع والاعتداء علي وعلى زوجتي وأطفالي بالضرب بقضيب من حديد تحت تهديد السلاح (رشاش كلاشنكوف، مسدس، مشرط). ويروي ل«عكاظ» رجا سعود الدوسري المنقذ لشقيقته تفاصيل خطف وضرب وكي شقيقته لمدة أربع سنين على يد إخوتهم غير الأشقاء من أبيهم، مبينا أنه خلصها من الخطف هربا من عنف إخوتهم، وأضاف «تعرضت شقيقتي وأطفالها للغدر والترويع في صباح يوم الأحد الموافق 10/1/1431ه (في يوم فضيل يوم عاشوراء) بعد القفز في منزلها الآمن والاعتداء عليها وعلى زوجها وأطفالهما بالضرب تحت تهديد السلاح ومن ثم تقييدها واختطافها من بيتها أمام زوجها الذي ترك ينزف الدماء. وقال إن شقيقته ذاقت خلال مدة اختطافها التي استمرت أربعة أعوام أصنافا من التعذيب والتعنيف النفسي والجسدي حيث يتم ربطها من قبلهم وضربها وحرق جسدها بالنار وحرمانها من أبسط حقوقها الشرعية، مثل الطهارة والوضوء للصلاة لفترات طويلة وحرمانها من سماع صوت أطفالها ومن أمها وأشقائها، مشيرا إلى أنه وفي كل مرة تحاول الهرب أو الاتصال بأحد لينقذها تفشل ويتم القبض عليها من قبلهم ويمارس ضدها صنوف من طقوس التعذيب، حيث يتضاعف عليها التعذيب الجسدي بالتقييد والضرب. والتعذيب النفسي لها بتهديدها بتقطيع أيدي أطفالها وكذلك وضعها على حافة مرتفعة ومحاولة إسقاطها وكذلك الانطلاق جهتها بالسيارة بسرعة عالية وإيهامها بأنهم سيصدمونها حتى تصاب بانهيار عصبي. ويقول شقيقها الدوسري إنه تم إبلاغ جميع الجهات الأمنية ذات العلاقة، إلا أنه وخلال تلك السنوات لم يتم العثور عليها أو القبض على مختطفيها الرئيسيين في القضية، وأضاف «لم يكتف الخاطفين بذلك بل بعد ثلاثة أيام حضروا إلى والدتي في منزلها بوادي الدواسر واعتدوا بالضرب عليها وعلينا جميعا، أنا وإخواني وأخواتي الصغار»، مشيرا إلى أنه تقدم ببلاغ للجهات الأمنية بالحادثة وتمت إحالتهم للمحكمة الشرعية بوادي الدواسر، مبينا أن المحكمة بدورها أحالت القضية إلى محكمة محافظة الخرج نسبة لإقامة الجناة هناك. وحول تخليصها من الخطف أوضح الدوسري أنه عندما علم بمكان شقيقته ذهب إليه حيث عمل على مراقبة المكان لفترة من الزمن مستغلا وجود أعمال صيانة وترميم فيه والدخول للمنزل بعد منتصف الليل دون أن يشعر به أحد حتى وصل لشقيقته التي كانت في حالة يرثى لها نتيجة لما تعرضت له. وتابع «قمت بتخليصها من قيودها وحملها إلى خارج المنزل والهروب بها إلى مكان كي لا يتمكنوا من الوصول إليها مرة أخرى». من جهتها، طالبت الشقيقة المعنفة في اتصال هاتفي مع «عكاظ» بإيصال صوتها إلى لجنة حقوق الإنسان والأجهزة الأمنية والعدلية بحمايتها وأولادها وزوجها المحرومين منها كل هذه المدة الطويلة من ظلم إخوتها. وقالت «كبر أولادي وأنا غائبة عنهم والآن أشعر معهم بالخوف فأصبحت متنقلة من دور الحماية إلى أماكن مختلفة حتى لا تتكرر المأساة، اشتقت للحياة الطبيعية مع زوجي وأبنائي بلا تهديد». من جهته، أكد مصدر مسؤول في جمعية حقوق الإنسان أن الجمعية تابعت وضع المذكورة منذ عام 1429ه والتي كانت قضيتها تدور حول طلب بعض ذويها فسخ عقد نكاحها بالرغم من أن والدها هو الذي زوجها، مشيرا إلى أن لديها من زوجها عدة أبناء ولكن بعد وفاة والد المذكورة احتدت الخلافات الأسرية بينها وبين إخوانها لأبيها الذين حبسوها في منطقة نائية، حسبما تذكر ومنعوها من التواصل مع أطفالها والجهات الحكومية. وأوضح المصدر أن الجمعية تابعت وضعها بمخاطبة الجهات المعنية للوصول لحل لمشكلتها، إلا أنه لم يتم الوصول إليها بالرغم من التعاميم الصادرة بحقهم. وأشار المصدر إلى أنه وفي شهر صفر من عام 1434ه تمكنت المذكورة من اللجوء إلى الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان طالبة الحماية وتمكينها من رؤية والدتها والاطمئنان على أبنائها، مبينا أنه تم التنسيق مع الجهات الحكومية المعنية كما تم إيداعها في مكان آمن وتحت رقابة مشددة من قبل الجهات الحكومية، ذات العلاقة وأضاف «لاتزال التحقيقات في موضوعها جارية حسبما توفر لدى الجمعية من معلومات كما نسعى لحصول المذكورة وأبنائها على كافة حقوقهم الشرعية والنظامية».