في أحدث قضية عنف أسري ضحيتها تعرضت للخطف والضرب والكي لمدة أربع سنوات، يروي (ر. س. د) تفاصيل معاناة شقيقته وخطفها وضربها وكيها بالنار طوال هذه المدة على يد إخوتها من أبيها، حيث عمل على تخليصها من مأساتها وتمكينها من الهرب. يقول شقيق الضحية: «تعرضت شقيقتي وأطفالها للترويع بعد القفز على منزلها والاعتداء عليها وزوجها وأطفالهما بالضرب تحت تهديد السلاح ومن ثم تقييد يديها ورجليها ولفها واختطافها من بيتها أمام زوجها الذي تركوه ينزف، فيما أطفالها يصرخون من هول ما شاهدوه أمام أعينهم، يحرضهم على ذلك أخ غير شقيق وعاق لوالدي - رحمه الله - في حياته مدفوعا بالطمع والحقد والكره لوالدتي وأبنائها، حيث إن والدته مطلقة، بينما والدتي من أصل غير عربي». ويستطرد الأخ في وصف معاناة شقيقته قائلا «بعد ذلك تم إخفاء شقيقتي في الصحراء وهي مقيدة بالكلبشات في يديها ورجليها، ونقلها بين فترة وأخرى إلى مكان آخر في الصحراء، وفي كثير من الأحيان تسجن مقيدة داخل سيارة، وفي أحيان أخرى تحتجز داخل أحد المنازل». وزاد: استمرت شقيقتي على هذا الحال أربع سنوات وكنت أنا حينها صغير السن ولا أستطيع الدفاع عنها وحمايتها من تقييدها وضربها وحرق جسدها بالنار وحرمانها من أمها وأشقائها، بل من أبسط حقوقها الشرعية وسماع صوت أطفالها فلذات كبدها، وفي كل مرة تحاول فيها الهرب أو الاتصال بأحد لإنقاذها تفشل ويتم القبض عليها وتعذيبها. وطوال هذه الفترة - يقول شقيقها - لم تتمكن الجهات الأمنية من العثور عليها أو القبض على خاطفيها الذين حضروا إلى والدتي في منزلها بمحافظة وادي الدواسر بعد ثلاثة أيام من الحادثة، واعتدوا بالضرب عليها وعلى جميع أخواتي الصغار، وتقدمنا حينها ببلاغ للجهات الأمنية وتمت إحالتهم إلى المحكمة الشرعية بوادي الدواسر، وبدورها أحالت القضية إلى محكمة الخرج مكان إقامة الجناة. وذات يوم - يواصل شقيق الضحية - علمت بالمكان الذي توجد فيه شقيقتي، وبعد مراقبة المكان لفترة، تمكنت من الدخول إليه بعد منتصف الليل دون أن يشعر بي أحد حتى وصلت إليها ووجدتها في حالة يرثى لها نتيجة لما تعرضت له، وقمت بتخليصها من قيودها وحملها إلى خارج المنزل والهروب بها، وطوال فترة الهروب كنت أتنقل بها من مكان إلى آخر كي لا يتمكنوا منها مرة أخرى، وهي الآن في حماية الدولة، بعد أن قبضت الجهات الأمنية على بعض المتورطين في الحادثة، وسجنهم منذ أسبوعين، ولكنهم ما زالوا يمارسون أساليب التهديد والترهيب في حقنا لدرجة أنهم يهددون أختي الصغرى بتطليقها من زوجها، وكذلك الحال مع أختي الكبرى ووالدتي بالتسفير. ومن جهتها تحدثت ل«عكاظ» الشقيقة المعنفة في اتصال هاتفي موضحة «صدر حكم بفسخ نكاحي من زوجي في غيابي وأنا الآن في حماية الدولة»، وذكر مصدر في مركز الحماية الاجتماعية أن الضحية متواجدة في مكان آمن وتحت حراسة مشددة للحيلولة دون تعدي إخوتها عليها. إلى ذلك أكد مصدر مسؤول في جمعية حقوق الإنسان ل«عكاظ» أن الجمعية ظلت تتابع وضع الضحية منذ عام 1429ه، وتتمحور قضيتها حول طلب بعض ذويها فسخ عقد نكاحها رغم أن والدها هو الذي زوجها ولديها عدة أبناء من زوجها. وأضاف: بعد وفاة والدها احتدت الخلافات الأسرية بينها وبين إخوانها لأبيها الذين حبسوها في منطقة نائية ومنعوها من التواصل مع أطفالها، فيما تابعت الجمعية القضية وخاطبت الجهات المعنية بشأنها، إلا أنه لم يتم التوصل لأي حل حتى الآن على الرغم من التعاميم الصادرة بحقهم. واختتم المصدر: وفي شهر صفر من عام 1434 تمكنت المعنفة من اللجوء إلى الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان طالبة الحماية، وتمكينها من رؤية والدتها والاطمئنان على أبنائها، فتم التنسيق مع الجهات المعنية لإيداعها في مكان آمن تحت رقابة مشددة، فيما تسعى الجمعية لتمكينها وأبنائها من الحصول على كافة حقوقهم الشرعية.