(كانت تربط بالحبال خلال فترة اختطافها وتُضرب ويُحرق جسدها بالنار وتُحرم من الطهارة ومن الوضوء للصلاة لفترات طويلة، مع حرمانها من مجرد سماع صوت أطفالها وأمها وأشقائها، فيما كانت تفشل كل محاولاتها للهرب أو الاتصال بأحد لينقذها. وكانوا يضاعفون عليها العذاب الجسدي بالتقييد والضرب بعد كل محاولة هرب فاشلة مع تهديدها بتقطيع أيدي أطفالها، ووضعها على حافة مرتفع ومحاولة إسقاطها، والانطلاق تجاهها بالسيارة بسرعة عالية وإيهامها بأنهم سيصدمونها حتى تصاب بانهيار عصبي.. اختفت ابنتي في صحراء «أم رقيبة» وهي مقيدة من يديها ورجليها. وبعد خمسة أيام من اختطافها تمكنت من تخليص نفسها من القيود والهرب من خاطفيها إلى أقرب مخيم وإبلاغ الشرطة بمساعدة صاحب المخيم الذي لجأت إليه، ولكن الشرطة سلمت ابنتي وهي غير راضية إلى أحد المشاركين في خطفها، مع العلم أنه ليس بمحرم لها). هذا ليس مقطعاً من رواية تتحدث عن معاملة الشعوب البدائية للنساء، وليس ملخصاً لذروة القصّة في فيلم يتصدر شبّاك الإيرادات العالمية، هذا باختصار ما نفعله نحن -ببساطة- مع النساء، نحن نفس الأشخاص الذين نتكلم عن حقوق المرأة في الإسلام، ونحن الذين نتشدّق في الصحف وفي التلفاز وفي المؤتمرات عن حقوق المرأة، نحن -الرجال- الذين لا نجد في ذلك عيباً، هذه القصة أتت من عمق المجتمع لتفضحه، أو بالأصح لتظهر على السطح ما كّنا نخبئه عن الإعلام، الوجه الآخر الحقيقي كشفته -حسب جريدة الوطن- القصة الدامية التي بدأت في عام2011 امرأة من زوجها لعدم تكافؤ النسب! مرّت ثلاث سنوات والمرأة مختطفة في صحراء قاحلة و«نحن» نمارس عليها أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، هذه جريمة (مجتمعي) التي يجد ألف مبرر لها، فالخاطف هو (ولي أمرها) والجريمة التي تعاقب عليها هي أنها زُوجت ممن هو أقل نسباً، أخطأ أهلها في تزويجها وكان من الضروري إصلاح هذا الخطأ بقتلها آلاف المرات، هل تتوقعون أنني سأقول أن خاطفيها بلا إنسانية؟ لو اقتربتم للمجتمع الفاعل فإنه لا يشعر بأي تأنيب ضمير، فهذه هي أعراف وعادات بعضنا، فولي الأمر يزوّج المرأة ويطلّقها ويقتلها أن شاء..أليس هو ولي أمرها؟ أسأل وقد استفز المجتمع الفاعل الذي ربما هددني: (لو أنت رجل لذبحتك)، فقتل غير الرجال الذكور لا يستحق الذِكر!