تفاقمت أزمة عيادات العيون في مستشفيات جازان، إلى الدرجة التي أجبرت الكثير من أبناء المنطقة على الهرب إلى المناطق الأخرى، أملا في علاج عيونهم، قبل أن يتضاعف المرض ويفقدون أهم حاسة لديهم. وأبدى عدد من الأهالي انزعاجهم مما أسموه تدني الخدمات الطبية المقدمة في عيادات العيون في مستشفيات المنطقة، مما أوقعهم في معاناة السفر المتكرر الذي تزدحم بهم خطوط الطيران. وكان واضحا لجولة «عكاظ» مدى صحة الأزمة التي يعاني منها الأهالي، خاصة في عيادات العيون في مستشفى الملك فهد المركزي ومستشفى أبو عريش العام، حيث برزت المعاناة التي يتجرعها المرضى ما بين المواعيد الطويلة وضعف إمكانيات الكوادر الطبية العاملة في تلك العيادات إضافة إلى انعدام الأجهزة الطبية المتخصصة والحديثة في علاج مرضى العيون، حيث إن معظم مستشفيات المنطقة يتم تحويل عدد كبير من مرضى العيون لديها إلى العيادة في المستشفى المركزي نتيجة عدم توفر عيادات لديها أو بسبب ضعف الإمكانيات بها. ويرى الكثير من المرضى والمراجعين أن الخدمات التي تقدمها تلك العيادات لا تتواءم أبدا مع الإمكانيات الكبيرة التي وفرتها الدولة للقطاع الصحي، وهو أمر يتطلب من المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة جازان مراجعة الأداء في تلك العيادات واستئصال الأمراض الطارئة بها والبدء حالا في دفع الأداء بها إلى الأمام والتي تظهر بصورة جلية في فقد المريض الثقة في تلك المستشفيات التي تكثر فيها الأخطاء الطبية حتى رسخ في ذهن المريض الذي أجبر بسبب ظروف مادية أو غيرها من الذهاب إلى عيادات العيون حتى ولو حضر لإجراء عملية بسيطة أنه سوف يتعرض إلى خطأ طبي يكلفه عاهة طيلة حياته. ويقول المواطن تركي عريشي إن عيادات العيون في مستشفيات المنطقة ليست بالمستوى المأمول، فالكثير يشكو من تدني الخدمات بها مما يجبر الأهالي على السفر إلى المناطق الأخرى للبحث عن العلاج في مستشفيات متخصصة ومتقدمة، مطالبا وزارة الصحة بافتتاح مستشفى متخصص للعيون في منطقة جازان بدلا من جعلها في مركزية في بعض المناطق والتي تثقل كاهل المريض، إضافة إلى مراعاة العدد السكاني الكبير الذي يزداد مما يتطلب العمل على افتتاح مراكز طبية متخصصة في أكثر من مجال وليس يقتصر على العيون فقط. وأعرب عدد من المراجعين عن صدمتهم بعد حصولهم على مواعيد بعد عام من قبل الطبيب المختص، حيث فوجئ الجميع بتلك المواعيد الطويلة التي قد تسجل كأعلى موعد في العيادات الطبية الأخرى والتي تعاني من الازدحام الشديد. ويعتقد أحمد عبدالله أن الحاجة ماسة إلى إنشاء مستشفى للعيون بالمنطقة خاصة بعد الأخطاء الطبية التي تحدث في عيادات العيون، مما قد يتسبب في فقدان المريض إلى إحدى عينيه أو كلتاهما بسبب غياب الكادر الطبي المؤهل، وقال المواعيد تنعكس سلباً على حالة المريض، مستشهدا عند مراجعته عيادة العيون بشقيقه الذي يعاني من انحراف شديد في عينيه، حيث طلب منه الطبيب مراجعته بعد ستة أشهر، مما جعله في حيرة من أمره بين الموعد الطويل والتكاليف المادية الباهظة التي يتطلبها العلاج في المستشفيات الخاصة. «عكاظ» خاطبت مدير العلاقات والإعلام والتوعية الصحية في صحة جازان محمد علي الصميلي لمعرفة إمكانية إنشاء مستشفى متخصص للعيون بالمنطقة، وتطوير الأداء في عيادات العيون لتلافي المشاكل، حيث اكتفى بالتأكيد على أنه يتم العمل على تجهيز مركز للعيون متقدم بمستشفى الأمير محمد بن ناصر.