وصف عدد من اهالي منطقة جازان الخدمات الطبية التي تقدمها المرافق الصحية في المنطقة ب «المتدنية»، مجمعين على ان مستشفيات المنطقة تعاني نقصا حادا في الكوادر ذات الكفاءة العالية، إضافة الى الاجهزة الطبية، وذكروا انهم باتوا يعزفون عن زيارة تلك المرافق، بعد تدني مستوى الخدمات الطبية فيها، وكثرة اخطائها، متمنين تدارك الوضع سريعا قبل تفاقمه. «عكاظ» زارت عددا من المشافي ووقفت على الاعتلالات التي تعاني منها تلك المستشفيات، والمتمثلة في قلة الكوادر المؤهلة، والنقص الحاد في الأسرة، وزحام المواعيد وتباعدها، إلى جانب ضيق الممرات. يقول حسين النعمي، ان الخدمات الصحية التي تقدمها المستشفيات، لا تتواءم مع الامكانيات الكبيرة التي وفرتها الدولة للقطاع الصحي، وهو امر يتطلب من الشؤون الصحية بجازان مراجعة الاداء، والبدء في إعادة تقييم للأداء ودفعه للأمام، مشيرا إلى أن القصور يظهر بصورة جلية في غياب المستشفيات المتخصصة والكوادر الطبية ذات الكفاءة العالية لشغل الاقسام المهمة في المستشفيات، وكذلك الزحام الى جانب قصور الشركات المشغلة في أداء عملها ومهامها بالشكل المطلوب، لاسيما في مجالات التغذية والصيانة والنظافة. وقال النعمي، إنه من العلل الظاهرة في مستشفيات جازان، قلة مواقف السيارات والزحام الكبير في محيطها، والناتج عن ضيق المواقف، الامر الذي يدفع المراجعين الى رحلة طواف لحين العثور على موقف. وأشار محمد الطاهر إلى أن بعض المستشفيات تحتاج الى عمليات ترميم وتدوير واسعة في المهام والمناصب، مع ضخ الافكار الجديدة التي تضمن افضل خدمة للمريض، مشيرا إلى أن العلة الكبيرة تكمن في قلة اعداد الأسرة وعدم مواءمة امكانات المستشفيات مع الكم الهائل من المرضى، والذين ينتظرون طويلا لنيل موعد او فتح ملف، الى جانب نقص بعض الادوية وندرتها وقلتها، مبينا أن تلك النواقص تظهر بجلاء في مستشفى الملك فهد بجازان الذي يعد الأكبر على مستوى المنطقة لافتا إلى أن طوارئ المستشفى تستقبل يوميا مئات المراجعين والمرضى، مع قلة أسرة العناية المركزة وأقسام التنويم وفي غرف الطوارئ، وفي ظل تزايد أعداد المراجعين للقسمين بشكل يومي، فضلا عن مئات المراجعين للعيادات الخارجية المختلفة. ويشير الطاهر إلى أن الاعتلالات التي يعاني منها المستشفى لا تقف عند ذلك الحد بل تعدته إلى وجود بكتريا غامضة منذ عدة سنوات، انتشرت في أقسام العناية المركزة والعظام والمخ والأعصاب، في ظل فشل صحة جازان على القضاء عليها طيلة الأعوام السابقة. ويقول محمد الأهدل إن المنطقة تعاني من انعدام المراكز الطبية المتخصصة مثل مستشفيات العيون، النساء والولادة والقلب، وكذلك الى مركز الأورام، إضافة الى أقسام أخرى، كما تعاني مستشفيات المنطقة من التكدس في ثلاجات الموتى الأمر الذي جعل الأهالي إذا توفى احد أقاربهم يقومون بالبحث عن مكان شاغر عن طريق الواسطة في الوقت الذي ترفض فيه جميع إدارات المستشفيات في المنطقة استقبال الحالة بحجة تكدس الجثث إليها حتى وصل بها الى وضع ثلاث جثث فوق بعضها . ويؤكد احمد عبدالله، تواضع اداء الكوادر الطبية في المنطقة كافة مبينا انهم اصبحوا يقاطعون تلك المرافق ويتوجهون بمرضاهم الى المناطق الاخرى بحثا عن العلاج الآمن، فيما انتقد محمد عطيف غياب المستشفيات المتخصصة في المنطقة، موضحا أن اقسام النساء والولادة يشغل معظمها الكادر الرجالي بدون طبيبات متخصصات، ما يجبر معظم النساء التوجه الى المستوصفات الخاصة. من جهتها اعلنت الشؤون الصحية بمنطقة جازان عن تنفيذها عدد من المشاريع التطويرية في المنشآت الصحية في منطقة جازان. واوضح المتحدث الاعلامي في صحة جازان محمد الصميلي، أنه يوجد حاليا 1800 سرير بمستشفيات المنطقة، علما بأن عدد السكان السعوديين (1.153.191) نسمة، وبناء عليه يكون معدل الأسرة بالمنطقة بمعدل 1.65سرير لكل 1000نسمة، ما دعا الوزارة إلى دعم المنطقة ب1600 سرير من خلال مشاريع جديدة، وهي: المستشفى التخصصي بسعة 500 سرير مستشفى النساء والولادة بسعة 300 سرير مستشفى الدرب العام بسعة 200 سرير مستشفى القطاع الجنوبي بسعة 300 سرير مستشفى الأمير محمد بن ناصر بسعة 200 سرير، مستشفى الصحة النفسية بسعة 200 سرير، وأضاف بناء عليه، فإنه وبنهاية خطة التنمية التاسعة في نهاية عام 1436 ه فإن من المتوقع أن يكون عدد سكان المنطقة تقريبا (1.226.655) نسمة من السعوديين بنسبة إشغال (2.7) سرير وعدد إجمالي للأسرة بالمنطقة 3355 سرير وهو مساوي للمعدل المستهدف عالميا. أما بالنسبة للمواعيد وإحالات لبعض مرضى القلب والقسطرة والعيون وأمراض الأورام، عليه بدأت صحة جازان في الشروع بخطة للاستفادة من مستشفى الأمير محمد بن ناصر لطب العيون وقسطرة القلب وأقسام العلاج الكيميائي والإشعاعي لمرضى السرطان، بأحدث وأرقى ما توصلت إليه الخدمات الطبية المتقدمة للقضاء على الزحام والمواعيد الطويلة.