من الإخوان وفتاواهم الغريبة إلى دعاة معاندين لهم يفتقرون جميعا إلى سعة الصدر، والتسامح، والفهم الصحيح لروح العقيدة، ففي برنامج تلفزيوني إخواني قبل الإطاحة بحكم مرسي في مصر ظهر مقدم برنامج يرد على أسئلة المشاهدين. ومما قاله ردا على رسالة من مشاهد أنه يعتزم الزواج من فتاة مؤمنة تؤدي الفروض وشروط الاحتشام.. أن هذا الزواج لا يجب أن يتم بين رجل من الإخوان وفتاة غير إخوانية لأن إيمانها ناقص حسب رأيه. فالواجب كما قال المقدم الإخوانجي يقتضي الزواج من أخت تنتمي للجماعة، لأن أداء الفتاة الفروض لا يعني أنها إخوانية، وكاد يقول لا يعني أنها مسلمة طالما لم تنتم إلى جماعة الإخوان، ومما أذكره أنه قال لصاحب السؤال تزوج من أخت من الجماعة فتنجبون أطفالا من الإخوان.. وهكذا وصل التعصب أشده للحزب أو الجماعة متجاوزا الدين نفسه. وقبل أيام ظهر مظهر شاهين أمام مسجد عمر مكرم الذي تعرض للتنكيل من حكم الإخوان ليرد لهم الصاع وقال: إن المتزوج من امرأة تنتمي للإخوان يجب أن يطلقها لأنها خلية نائمة حسب تعبيره. وأضاف: الواحد ممكن يتزوج واحدة ويكتشف أنها خلية إخوانية نايمة، يعني نايمة معاك في غرفة نومك، دي حاجة صعبة، ودعا شاهين إلى عدم انتخاب أعضاء الجماعة أو من تدعمهم، وهذه الفتاوى مشابهة لفتاوى الإخوان ضد من يخالفهم الرأي واتهام من لا ينتخب مرشحيهم بالكفر والخروج عن الدين. إنها المدرسة الحزبية السياسية نفسها التي شقت المجتمعات العربية على مدى عقود لكنها بعد استنفاد سبل الانشقاق والفتنة المستندة إلى السياسة والإيدولوجيا لجأت إلى الدين لتستخدمه في إثارة الفتنة في البيت الواحد والوطن الواحد والشعب الواحد. ولعلنا نجد عشرات الفتاوى الداعية إلى القتل وتكفير الآخر واتهامه بالزندقة والشرك بالله انطلاقا من مواقف سياسية أو شخصية أو عن جهل مطبق وليس من مواقف دينية. ومثلما نشهد الآن استسهالا للقتل والسحل والشنق والخنق لمن يتخالفون في الرأي «ألف قتيل شهريا في العراق ومثلهم في سورية وعشرات في مصر ومئات في اليمن وليبيا» إلا أن الخطورة تكمن في تغليف هذا القتل الإجرامي بالدين بدلا من وضعه في سياقه السياسي الحزبي الفج والممجوج أصلا. وذات سنة انتقد العبد الفقير لله الترقيات وتوزيع المناصب سبهللة في السلطة الفلسطينية، حيث كنت أقابل شخصا يقول إنه مقدم شرطة لكنه يستحق رتبة عقيد، وإذا التقيت عقيدا قال إنه عقيد لكني أقوم بمقام عميد، وذاك مدير عام يقول إنه مدير عام لكنه بحكم موقعه وكيل وزارة مساعد، ووزير برتبة نائب رئيس وزراء.. إلخ. فكل غير مقتنع بمنصبه ويقدم نفسه برتبة أخرى وقلت وسيظهر عندنا من يزعم أنه مسؤول برتبة نائب إله' والعياذ بالله.. فالتقط موقع حمساوي إخواني هذه العبارة وأخرجها عن سياقها، واتهم العبد الفقير لله بالإلحاد والكفر لأنه تطاول على الذات الإلهية فأين التطاول فيما قلنا يا هذا الأعوج؟