أرجو أن لا تظنوا أنني مبالغ في رأيي هذا الذي سأعرضه هنا!.. إن كان هناك مسابقة لكتابة مقال جميل قوي مفيد يضع الدواء على الداء .. فإنني أقول إن الفائز بذلك سيكون مقال الدكتورة فوزية البكر في جريدة «الجزيرة» في يوم الخميس 15/3/1435ه الموافق 16/1/2014م . لقد دقت د. فوزية البكر جرس التنبيه وجرس الإنذار وجرس البلاغ، وما على الرسول إلا البلاغ، ومع كثرة ما كتب عن التربية والتعليم بعد تولي الأمير خالد الفيصل منصب كرسي وزارتها.. فإن مقال د. فوزية بدأ بسؤال أساسي وحرج وكأنه هدف في الوقت القاتل واعذروني على هذا التشبيه الرياضي. يقول سؤال الكاتبة الفوزية : هل يمكن أن تكون طفلا ذكيا وأنت نتاج المدرسة السعودية؟ والمقال طويل لا يمكن أن يحتمله هذا العمود إلا إذا أمكن أن تكون طفلا ذكيا وأنت نتاج المدرسة السعودية. لكني أحاول إيجازه. أولا : تحدثت أختي الكريمة عن الإجازات .. إجازة وراء إجازة كما بينها مقالها .. وأوجز لكم ولها .. إن إجازات أبنائنا تزيد بكثير على مجموع الفصول الدراسية يعني إذا كان في السنة 360 يوما فإن الإجازات تكاد تصل إلى 215 يوما، وهو ما أرجو أن يصححه لي أحد رجالات الوزارة الموقرة إن كنت قد أخطأت. ثانيا : تحدد الدكتورة المشكلة هنا كما يشخص طبيب نطاسي نوع المرض فتقول : المشكلة إن المدرسة السعودية وبقدر كرمها في منح هذه الإجازات بقدر بخلها في تنظيم نشاطات خارجية تشغل هذا الطفل وتملأ يومه بالحركة والتفاعل الاجتماعي والرياضي والعلمي مع غيره من الأطفال كما تفعل كل مدارس العالم حينما لا تكون هناك دراسة فعلية، وكيف يمكن فعل ذلك ونظام المدارس هنا قائم على أن المعلمين يحضرون مع الطلاب ويغادرون معهم بعد صلاة الظهر، وهم ليسوا مطالبين بأية مهام خارج التدريس فيما عدا بعض المهمات الإشرافية على خروج الطلاب (بالمناوبة)؟. ثالثا : أوردت الأخت الفاضلة معلومة موثقة هي أن المملكة احتلت المركز الأول في العالم في داء السكري للأطفال .. يعني واعذورني على التشبيه الرياضي نحن متصدرين مرة ثانية .. وعذرا سيبويه فقد نسي أطفالنا متصدرون وجمع المذكر السالم. رابعا : أظن من الأفضل أن ترجعوا إلى المقال المذكور .. وإلى جرس الإنذار وجرس التنبيه وجرس البلاغ !. ومبروك الفوز يا فوزية.. السطر الأخير : أمامك فانظر أي نهجيك تنهج طريقان شتى مستقيم وأعوج.