جنيف 2 .. الحلقة المفقودة جولة أولى من المفاوضات انقضت.. وبين الأولى والثانية يسابق النظام السوري الزمن.. لاستكمال حملته العسكرية، وتدمير ما تبقى من المدن وقتل المزيد من المعارضين مدنيين وعسكريين.. وما زال لدينا قناعة بأن النظام المستبد يراوغ ولن يرضخ للحل السياسي ويختار ترك سلطة الاستبداد التي حكمت على مدى أربعة عقود.. العاشر من فبراير نحن على الموعد.. والائتلاف المعارض يتحرك في كل اتجاه.. لتنفيذ شروط فرضها النظام للعودة إلى طاولة التفاوض.. الأغلبية ممن يشاركون في محادثات جنيف يدركون أن النظام القمعي المستبد لا يملك القدرة على اختيار الحل السياسي الذي يعني له الاستسلام.. والانهيار وتذكرة سفر بدون عودة إلى مزبلة التاريخ.. لذلك يحاول كسب المزيد من الوقت بمكر ممنهج ومتعمد بعدما خسر سابقا الجهود السلمية من أجل الإصلاح وحولها إلى حرب إبادة ضد الشعب. 34 شهرا من عمر الثورة السورية، وما زالت اللغة الوحيدة التي يفهمها النظام هي لغة القوة.. حتى على طاولة جنيف الذي كرر النظام من خلال مفاوضيه الإصرار على التمسك بالسلطة والدوران في حلقة مفرغة.. رافضين منطق التحول الديمقراطي وخروج المستبد من المشهد. ولم يكترثوا بالمشاركة الجدية في جميع جلسات الحوار وقضوا ساعات طويلة بين أروقة مبنى الأممالمتحدة يتحدثون إلى وسائل الإعلام.. تاركين مهمة التفاوض لصغار المفاوضين عبثا.. في محاولة لتشتيت الأجندة والخروج بالمفاوضات بعيدا عن القضايا الجوهرية.. ولا بد من ربط الحوار بالحلقة المفقودة.. التي تتمثل في ممارسة الضغوط الكفيلة بإجبار النظام على تنفيذ بيان جنيف.. ومنعه من تفويت الفرصة وتجنيب المنطقة والعالم شبح اتساع الصراع الدموي.