اختفت أصوات الآليات والمعدات وساد الصمت في وادي الأسمر بعد ان كان يعج بالاصوات والضجيج والبحث والترقب، انتهت حكاية الوجع الطويلة في الوادي الذي سمي وادي لمى مؤخرا بمحافظة حقل يوم أمس الأحد، بعد أن تم انتشال رفات الطفلة لمى عايض الروقي وتسليمه للجهات الأمنية والطب الشرعي، فيما تجري عملية استكمال الإجراءات النظامية وسط إجراءات أمنية مشددة، غير أن الوجع لن يغادر قلب والديها بسهولة. «عكاظ» تواجدت أمس في الوادي حيث كانت فرقة الإنقاذ الخاصة بشركة معادن تجمع معداتها لمغادرة المكان بعد أن نجحت في استخراج رفات الطفلة البريئة، حيث التقت بقائد فريق الإنقاذ بشركة معادن المهندس خالد السلامة وسألته عن التفاصيل الأخيرة قبل انتشال الطفلة لمى من بئر الوادي الأسمر المشؤوم، مشيرا إلى أن دورهم انتهى وانه يشعر بالراحة الآن بعد أن نجح ومعه فريق الإنقاذ في إنهاء مهمتهم في الوقت المحدد وحسب الخطة التي وضعت من فريق العمل وبإشراف ومتابعة رئيس الفريق المهندس محمد السفياني، وأضاف «سعينا إلى عمل تدعيم وتأمين للبئر الأصلي والبئر الموازي»، مبينا أن ارامكو كانت قد حفرت البئر الموازية وعدلت الانحراف الذي تسبب في تأخير الوصول لجثة الطفلة. وأشار المهندس السلامة إلى أنهم نزلوا الى بعد 45 مترا ثم بدأوا الصعود من الأسفل إلى الأعلى، مما مكنهم من الوصول إلى الطفلة على بعد 38 مترا، وأضاف «هذه نفس الخطة التي حددناها ووضعنا لها كافة الاحتمالات»، مشيرا إلى أنه تم تدعيم البئر بطبقتين للتدعيم وأنه وفي يوم السبت عند الساعة الرابعة عصرا تمت مشاهدة الجثة وتحديدها وكانت الروائح قد بدأت منذ فتح البئر الأصلية من جهة النفق الجديد الذي عملته شركة معادن وقبل المغرب بدقائق تم انتشالها كاملة وقد ظهر التحلل على الجثة. وقال المهندس السلامة، إنه تم الوصول للإطار البلاستيكي على بعد 40 مترا وهي أعلى الإطار الذي هو عبارة عن إطار سيارة التصق ببعضه يبدو أنه سقط سابقا بالبئر، حيث وجدت فوق إطار بلاستيكي، وأضاف «تم تسليم الجثة والرفات كاملا للدفاع المدني والذين سلموها بدورهم للجهات الأمنية لعرضها على الطب الشرعي بتبوك». وتم فحص البئر مرة أخرى على مسافات متعددة للتأكد من عدم وجود اية رفات أخرى حرصا منهم على دقة العمل، مشيرا إلى أنهم واجهوا صعوبة في العمل لكنهم لم يواجهوا خطورة تذكر. من جهته تحفظ المتحدث الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة تبوك العقيد ممدوح بن سليمان العنزي تماما وطلب التريث في الحديث عن استخراج الطفلة لمى الروقي إلى وقت مناسب لحين الانتهاء من بعض الإجراءات، مؤكدا أنهم سيصدرون بيانا توضيحيا متكاملا حول الحادثة.