وبما أن المرأة بطبيعتها الفطرية لا تحب هيمنة الرجل، فقد ثارت الحركات النسائية في فرنسا عندما أصدر عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو (1930 2002م) كتابه «السيطرة الذكورية» عام 1998م، ومع أنه وضع فيه معطيات علمية عديدة، إلا أن ذلك كان صفعة قوية للمنافحات عن حقوق المرأة والداعيات للمساواة بينها وبين الرجل.. وفي هيمنة ذكورية بحتة، حاول بورديو أن يرسخ داخل العقل اللاواعي مفهوم «المرأة تقبع على هامش الرجل»، في وقت جاءت فيه الشريعة الإسلامية لتمنح المرأة كامل حقوقها بنصوص شرعية غير محرفة كما حصل من تحريف في بعض الكتب السماوية الأخرى، تلك الحقوق التي غابت عن المجتمعات الغربية وغيبتها بعض المجتمعات العربية والإسلامية. وبما أن البعض يعد «الثقافة الذكورية» ردة فعل ل«العولمة الثقافية»، التي تسعى إلى اختراق الثقافات ومحوها بالكامل، فإن بعض الرجال أرادوا بهيمنة ذكورية الاقتداء بالعولمة الثقافية في محاولات لاختراق ومحو الثقافة الأنثوية، خوفا منها لا تنافسا لها، أملا في إزاحة موقع المرأة الثقافي من التركيبة الحياتية والاجتماعية، وتحويلها من مبدعة إلى مدافعة عن حقوقها الثقافية المسلوبة، وكأن الأمر أصبح معركة بين الرجل الذي اتهمته المرأة بالإقصاء، وبين المرأة التي وصمها الرجل بإجادة البكاء. هذا التحول المجتمعي ظهر عالميا من جديد قبل أعوام في اتجاه معاكس من الهيمنة الذكورية إلى تحميل المرأة وظائف جديدة لا تناسب فطرتها، فجاء مصطلح «النوع الاجتماعي»، أو ما يسمى «الجندر»، للدعوة ظاهريا إلى إلغاء التمييز ضد المرأة، وتبادل الأدوار الوظيفية داخل المجتمع بين كل من الرجل والمرأة، وتكون الأولوية لمن له الكفاءة في أداء تلك الأدوار، وشاع ذلك المصطلح بعد استخدامه في المواثيق والاتفاقات الدولية.