شهدت منطقة المدينةالمنورة ومحافظاتها والقرى التابعة لها أمطارا غزيرة مصحوبة بزوابع رعدية وزخات من البرد، سالت على إثرها الأودية والشعاب، فيما أدت إلى ارتفاع منسوب المياه في الشوارع والطرقات والميادين في داخل المدينة ما سببت في إحداث ربكة مرورية خاصة في الأنفاق والمنخفضات، واحتجاز الأسر في المنازل وتعطل الكثير من المركبات في الشوارع، بالإضافة إلى احتجاز عدد من الطالبات في حي العاقول قبل أن يتمكن مواطنون من إنقاذهن، بينما تم إنقاذ عائلة جرفت سيارتها السيول في طريق المندسة الفقعلي. كما هطلت يوم أمس أمطار من متوسطة إلى غزيرة على محافظة العلا التابعة لإمارة منطقة المدينةالمنورة، شملت العديد من مراكز المحافظة والهجر التابعة لها، وسالت على إثرها الأودية والشعاب الصغيرة. ولقي شخص مصرعه غرقا مساء أول، فيما تم إنقاذ آخر في محافظة العلا إثر الأمطار التي شهدتها المحافظة وقراها البارحة الأولى. وانتشل ذوو خالد زيدان السرحاني (41 عاما) جثمانه، صباح امس من سيول «وادي الخلاص» ب «الفارعة» . وكانت الجهات المعنية قد استنفرت منذ ساعات الصباح الأولى كامل طاقاتها لمتابعة الأمطار والسعي لتقليل نسبة الأضرار، حيث استنفرت فرق الدفاع المدني بكامل طاقاتها البشرية والآلية لمباشرة البلاغات، فيما باشرت أمانة منطقة المدينةالمنورة بآلياتها ومعداتها عبر فرق متعددة لشفط المياة من الشوارع والأنفاق التي تسببت في إعاقة الحركة المرورية، فيما هرعت دوريات المرور بالانتشار في كافة الطرقات لتيسير الحركة المرورية وفض الاختناقات المرورية. من جهته، أكد المتحدث الرسمي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة المدينةالمنورة العقيد خالد مبارك الجهني بأن الأمطار التي شهدتها المدينة لم ينتج عنها أية أضرار، مبينا بأنه قد وردت إلى غرفة العمليات عدة بلاغات تمثلت في احتجازات تمت مباشرتها في الحال من قبل فرق الإنقاذ، منوها بأن الحالة الجوية بالمنطقة لاتزال تعيش في حالة من عدم الاستقرار. وأشار إلى أنه نتج عن الأمطار التي شهدتها محافظة العلا مساء أمس الأول وفاة شخص وإنقاذ آخر كانت السيول قد جرفتهم بأحد الأودية في مركز أبو راكة. من جانب آخر، أكد مدير العلاقات العامة في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي عاطف طاسجي بأن حركة الملاحة الجوية لم تتأثر من الحال الجوية، مشيرا إلى أنه لم يتم تعليق أية رحلة منذ هطول الأمطار وحتى الظهر، لافتا إلى وجود تأخير في بعض الرحلات احتياطيا ولكن لم يتم تعليق الرحلات. فيما بين مدير العمليات في هيئة الهلال الأحمر في المدينةالمنورة سليمان الخطابي أن غرفة العمليات تلقت صباح أمس 76 بلاغا منها 20 حالة اصطدام و3 دهس وواحدة انقلاب وأخرى غرق و19 انزلاقا أرضيا نقلوا جميعهم إلى مستشفيات المنطقة. وأفاد حمود السرحاني ابن عم الغريق، أن خالد فقد أمس في سيول وادي الخلاص والفارعة وعثر عليه متوفى في آخر الوادي، مضيفا: «هناك معلومة نقلت للدفاع المدني غير صحيحة بأنه تم العثور عليه برفقة أحد إخوته وأنه بصحة جيدة، وكان حينها لايزال مفقودا في السيول التي وقعت ما بين وادي الخلاص والفارعة حيث جرفت سيارته وهو بداخلها». وقال «حمود»: «أبلغنا الدفاع المدني إلا أننا فوجئنا بخبر العثور عليه وأنه بصحة جيدة، وهو كان لايزال مفقودا حتى الساعة التاسعة من صباح امس، وقمنا بإبلاغ الدفاع المدني منذ البارحة، بأنه لم يتم العثور عليه، ولكن لم تحضر أي فرقة، حتى عثرنا عليه متوفى». أظهرت الأمطار التي هطلت أمس على المدينةالمنورة سوء التصريف في أغلب الشوارع ما أدى إلى إغلاق طريق جامعة طيبة المؤدي إلى الحرم الجامعي على امتداد طريق السلام ما تسبب في تعطل السير وغرق بعض المركبات وتوقف بعضها عن الحركة بشكل كامل. كما أنهت إدارة التربية والتعليم اليوم الدراسي في بعض مدارس البنات خوفا من حدوث تماسات كهربائية، حيث تم إنهاء اليوم الدراسي في مدرسة متوسطة مع مدرسة أخرى في جوارها بالكهرباء، ما اضطر مديرة المدرسة لصرف الطالبات والاتصال بذويهن لاستلامهن. كما تسبب سوء تصريف المياه الراكدة في غرق مخطط الزهرة في عزيزية المدينة في إغلاق الطرق وتساقط الحجارة من الجبال وغرق الشوارع بسبب السيول الناتجة عن هطول الأمطار، فيما تعطلت أغلب الطرق في ظل غياب ملموس من أمانة المدينة.