تعتبر برامج رعاية الموهوبين والمبدعين في المؤسسات التربوية والتعليمية والاهتمام بها بما يتلاءم مع قدراتهم وإمكاناتهم ضرورة حتمية واستراتيجية مهمة من استراتيجيات التنشئة الاجتماعية والتقدم المعرفي في المجتمعات المعاصرة، ذلك لأن المبدعين ثروة وطنية غير قابلة للتعويض أو الاستبدال، كما أن عدم اندماج هؤلاء وانفرادهم بأفكار وسلوكيات تغاير ما تعارف عليه الغالبية العظمى من أفراد المجتمع يجعلهم عرضة لضعف التوافق النفسي والتكيف الاجتماعي، فتكبت حاجاتهم وتهدر طاقاتهم، وقد ينضب معين ثري للإبداع لا يمكن تعويضه. وربما لا يخفى على الجميع الدور الكبير الذي قام به الموهوبون والمبدعون في نهضة البشرية في المجالات كافة وفي حل الكثير من المشكلات والمعوقات والصعوبات التي واجهت البشرية في مختلف نواحي الحياة، والأمثلة على الأعمال الإبداعية كثيرة. وخلال السنوات الماضية احتل موضوع رعاية الموهوبين والمبدعين اهتماما متزايدا في عدد كبير من دول العالم، وتشكلت له العديد من الجمعيات والمؤسسات العلمية والوطنية والدولية، أسهمت إلى حد كبير في دفع عجلة الاهتمام بهذه الفئة الغالية من شباب وطننا الشامخ. ومن هذا المنطلق فقد حرصت وكالة الجامعة لشؤون المعاهد العلمية وهي تحظى بإشراف ومتابعة مباشرة من فضيلة الأستاذ الدكتور إبراهيم بن محمد قاسم الميمن على إنشاء وحدة الموهبة والإبداع والجودة في وكالة الجامعة لشؤون المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام ويتولى مهامها حاليا الدكتور إبراهيم بن مقحم المقحم لكي تشرف وترعى الموهوبين والمبدعين في معاهدها العلمية المنتشرة في كافة أرجاء الوطن وهو دليل على ما تعيشه من نمو وازدهار في كافة المجالات وفق خطى ثابتة وقوية نحو التطور والإبداع بدعم من قيادتنا الرشيدة وبمتابعة من معالي وزير التعليم العالي ومعالي نائبه ومعالي مدير الجامعة. وتعمل هذه الوحدة جاهدة على اكتشاف هذه الفئة الهامة والخاصة محاولة منها في دعم التحول إلى مجتمع المعرفة وتحقق التنمية المستدامة وفق منهجية علمية متطورة تعتمد في المقام الأول على أهم الأسس العلمية وأفضل الممارسات التربوية لضمان الانتقاء السليم للطلبة الواعدين بالموهبة، من خلال تقديم العديد من البرامج الإثرائية والمتخصصة والخدمات والخبرات التي تساعدهم في تطوير إمكاناتهم وقدراتهم. عمر بن محمد العمري