جاءت مشاركة المنتخب السعودي الأولمبي في بطولة كأس أمم آسيا الأولمبية مميزة مقارنة بالظروف المحيطة بالمنتخب وما واجهته إدارة المنتخب من مصاعب وعوائق في بداية الاستعداد، من أهمها قضية رفض بعض الأندية الموافقة على انضمام لاعبيها للمنتخب بحجة حاجتهم الماسة للاعبين، ضاربين بالوطنية عرض الحائط الأمر الذي انعكس سلبا على أداء المنتخب في نهائي الكأس. وبالرغم من المعوقات التي واجهت أخضرنا الأولمبي إلا أن الإمكانيات الفنية العالية التي يتميز بها خالد القروني والخبرة الإدارية المحنكة جعلت الكفة تميل للأخضر إلا أن ثمة أمورا حدثت أخرجت المنتخب عن مساره الصحيح. «الوطن فوق كل شيء» حقيقة يجب أن تعيها بعض الأندية بغض النظر عن أهمية المشاركة وكونها غير رسمية ومدرجة ضمن أجندة الاتحاد الدولي لكرة القدم، ليثبت القروني علو كعب الكرة السعودية حيث تمكن من الوصول للمباراة النهائية أمام المنتخب العراقي بعد أن حقق نتائج مميزة وتمكن من تجاوز أعرق المنتخبات الآسيوية محققا المعادلة الصعبة، في ظل الظروف التي مر بها إذ أقام معسكرا قصيرا على العكس من باقي المنتخبات التي تم تجهيزها مبكرا وبمعسكرات طويلة لكنه أفلت من النفق الضيق وخرج من عنق الزجاجة بعد خسارة وانتصارين أتمهما بالتأهل بالفوز على أستراليا ثم الأردن ومن ثم خسارة أخرى أمام العراق في نهائي الكأس بهدف يتيم. ومما لا شك فيه أن المدرب الوطني خالد القروني استطاع وبجدارة تشكيل مجموعة رائعة من اللاعبين تمكن من خلالهم من الوصول للمباراة النهائية وإحراج العديد من المنتخبات المشاركة بالصف الأول. «عكاظ» استنطقت المدربين الوطنيين حول رفض بعض الأندية إرسال لاعبيها للمنتخب بالإضافة للمستوى الفني العام لأخضرنا الأولمبي. يجب أن يكون التعامل أسمى اعتبر المدرب الوطني حمد الدبيخي أن إدارة المنتخب الأولمبي جانبها الصواب في عملية طلب اللاعبين للانضمام للمنتخب في منتصف البطولة، مرجعا ذلك إلى تأثيره النفسي على بقية اللاعبين الموجودين في المعسكر، وأضاف: هناك علامة استفهام كبيرة حول طلب الإدارة استدعاء بعض اللاعبين لأن هناك مبدأ يجب أن يتعامل معه، أعتقد التعامل الاحترافي يجب أن يكون أسمى من ذلك، يجب على الإدارة أن تستدعي اللاعبين قبل البطولة أما أثناء ذلك فأعتقد غير مناسب، في هذا الجانب إدارة المنتخب جانبها الصواب. وأثنى الدبيخي على أداء المنتخب في البطولة معتبرا ماحققه مشرفا للكرة السعودية في ظل وجود عدد من لاعبي الصف الثاني مع الأخضر، وزاد: المستوى بشكل عام مشرف وسار جدا والجهازان الفني والإداري تعاملا مع البطولة بشكل جيد فكانت المحصلة النهائية ممتازة. كان بالإمكان الأفضل بين الوطني بندر الجعيثن أن رئيس اتحاد القدم أحمد عيد سبق وتحدث عن هذا الموضوع وإجبار الأندية على ترك لاعبيها للمنتخبات، وأضاف: ما حصل هو ارتباط البطولتين ببعضهما البعض بطولة اتحاد غرب آسيا والبطولة الآسيوية في نسختها الأولى، البطولة الأولى لم تأخذ حقها الإعلامي الكافي ولم تكن بذلك الاهتمام، أما البطولة الثانية أعتقد هي الأهم، وكان من المفترض التنسيق مع جميع اللاعبين الذين تسمح أعمارهم للمشاركة في البطولة، لكن يجب أن لا نعطي الموضوع أكبر من ذلك والمهم أن المنتخب نجح في تقديم مستوى مشرف بقيادة خالد القروني ووصل بالمجموعة الموجودة للمباراة النهائية، وزاد: أعتقد لو سمحت الأندية لهؤلاء اللاعبين لكان بالإمكان أفضل مما كان. يتراقصون لإخفاقاتنا شكر المدرب الوطني يوسف العنبر لاعبي وإدارة المنتخب على الأداء المشرف والرجولي خلال مجريات البطولة الآسيوية، مبينا أنهم شرفوا الوطن خير تشريف وتمكنوا من تحقيق منجز قياسا على الأدوات الموجودة، وأضاف: أعتقد في ظل الظروف الموجودة والضغط على المنتخب النتيجة مميزة، لكن ماذا لو تم توفير كافة الإمكانيات وتعاونت الأندية بشكل وحس وطني أعتقد النتيجة ستكون مختلفة تماما، المنتخب كان بحاجة لبعض اللاعبين الذي يصنعون الفارق. وزاد: ما حصل للمنتخب مشكلة كبيرة تبين أن هناك ولاء كبيرا للأندية على عكس المنتخب، وهذا يأتي مساهمة من بعض الإعلاميين مختلفي الميول الذين ساهموا في ذلك وعززوا رفض إدارات أنديتهم للطلب الوطني، أعتقد كان من الأولى الوقوف مع المنتخب بدلا من التغني بمنجزات الأندية وألقاب الفيفا، خاصة أن المنتخب كان بحاجة للعديد من العناصر المميزة التي كانت ستساهم في تحقيق النتيجة الإيجابية. ووجه العنبر رسالة لاتحاد القدم السعودي بالبحث وراء المشكلة والسعي لحلها، واستطرد: هناك أناس يشمتون بنا ويتراقصون على ذلك ويرفضون مشاركة اللاعبين ويبحثون عن الضحايا، ولكن هذا دليل قاطع أن الكرة السعودية عامرة بالمواهب ودائما ما تكون ولادة، فمع هذا وصل المنتخب للمباراة النهائية وكاد أن يحقق اللقب بالصف الثاني. اتّبعنا النظام يرى رئيس نادي الاتفاق عبدالعزيز الدوسري أن عدم سماحهم بانضمام لاعب فريقهم محمد كنو يعود إلى حاجة الفريق الماسة لخدمات اللاعب خلال مسابقة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين. وأضاف: النظام المتبع في الاتحاد السعودي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم واضح وصريح في هذا الإطار وحيث إن اللاعبين المحترفين لا يتم استدعاؤهم إلا للبطولات الرسمية المعترف بها، وهذه البطولة التي شارك بها المنتخب لا تخضع لشرط إلزامية مشاركة اللاعبين مع المنتخب فالمسألة إختيارية للأندية. وتابع: رغم حاجتنا للاعب إبراهيم الإبراهيم ومشاركته مع الفريق الأول في عدد من المباريات، إلا أننا سمحنا له بالمشاركة مع المنتخب في هذه البطولة، ولكن ان نسمح لجميع اللاعبين المختارين للمنتخب بالانضمام إلى صفوف المنتخب على حساب النادي فهذه مشكلة كبيرة سيقع فيها الفريق خلال المنافسات، خاصة أن الكثير من الأندية لم تسمح للاعبيها بالانضمام إلى صفوف المنتخب. وأضاف: نحن على استعداد تام بالسماح للاعبينا بالانضمام للمنتخب في مثل هذه البطولات ولكن بشرط أن يتم إيقاف المسابقات المحلية، حتى تتكافأ الفرص بين المتنافسين، أما عدا ذلك فمن غير المعقول أن نسمح للاعبي فريق الاتفاق بالانضمام للمنتخب وترفض الأندية الأخرى، ويتضرر الفريق جراء غياب لاعبيه. خذلوا اللاعبين من جانبه يرى خالد القروني مدرب المنتخب السعودي الحاصل على المركز الثاني في البطولة الآسيوية تحت 22 عاما أنه كان يحرص أشد الحرص على مشاركة جميع اللاعبين المختارين من قبله مع المنتخب السعودي في هذه البطولة. وأضاف: رغم عتبي الكبير على عدم مشاركة بقية اللاعبين الذين لم ينضموا إلى صفوف المنتخب بسبب رفض أنديتهم، إلا أنني فخور جدا بالأسماء التي شاركت في هذه البطولة وقدمت مستويات لافتة، وكانت عند حسن ظن الأجهزة الفنية والإدارية في المنتخب، وكذلك وجدت كل الدعم والتحفيز من قبل الجمهور السعودي الذي دعم اللاعبين وكانت وقفته إيجابية بكل المقاييس. وتابع: من وجهة نظري الشخصية الأندية لم تحرم المنتخب من اللاعبين بل للأسف الشديد حرمت اللاعبين من تمثيل منتخب بلدهم، وهذا الأمر أعلم أنه مؤثر في نفوس اللاعبين الذين يحرصون على المشاركة مع المنتخب في الاستحقاقات القارية، من أجل خدمة وطنهم. وأضاف: اللاعب يشعر بالفخر والاعتزاز عندما يمثل منتخب بلاده، وهذا ما ألمسه من قبل أبنائي اللاعبين، لكن مسألة عدم سماح الأندية للاعبيها بالانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني، أعتقد أن للأندية مبرراتها، ولكن في كل الأحوال أعتقد أن المنتخب يجب أن يكون لدى جميع الأندية هو الأول، ومن ثم يأتي الحرص على الأندية، إن أردنا بالفعل منتخبا قويا وينافس على مختلف البطولات التي يشارك فيها.