تعتبر مدائن صالح (الحجر) أول موقع في المملكة العربية السعودية ينضم لقائمة التراث العالمي (اليونسكو) ويتم تسجيله رسميا، وذلك بعد أن تحققت له العديد من الاشتراطات والمعايير الخاصة بذلك.. وكنت وما زلت على علاقة خاصة بهذا المكان الذي أزوره بين فترة وأخرى لاعتبارات كثيرة، وأجدني منتميا له ومنحازا إليه، وكانت بهجتنا كبيرة بتسجيله عالميا، وأدركت أن (الحجر) مقبلة على تحول كبير، وهي التي عانت طويلا من النسيان والتهميش، ومؤخرا شاهدت العديد من الجهود الكبيرة التي نفذتها الهيئة العامة للسياحة في تأهيل آثار الحجر العالمية، فالقصور الأثرية تجاوزت مئة قصر أثري، أشهرها قصر الفريد وقصر البنت، وآثار الخريبة وجبل عكمة وغيرها من الآثار التي تسكنها العبقرية والهيبة والدهشة والشموخ.. وتمتلك الحجر ما هو أكثر دهشة وجمالا، والمتمثل بطبيعتها الساحرة وتكويناتها المتنوعة مثل روضة الناقة ومنطقة شرعان وجبل أثلب وغيرها من المواقع السياحية الكثيرة، وحين أقول إنها مقبلة على تحول كبير، ذلك أنها صارت مفتوحة لجميع السائحين على حد سواء، وهذا يتطلب منظومة متكاملة من الخدمات السياحية والاستثمارية، ويبدي أهالي مدائن صالح والعلا تفاؤلهم بسمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان الذي خلق حراكا سياحيا متجددا باتجاه الحجر، إضافة إلى الرؤى الكبيرة التي يمتلكها تجاه تطوير السياحة، وخلال العام الماضي أحسنت جامعة طيبة فرع محافظة العلا لتنظيمها للمؤتمر الأول للآثار والسياحة بالعلا (تحديات وتطلعات)، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، وبجهود رائعة من الدكتور سالم عبدالرحمن البلوي، حيث استقبل المؤتمر 180 ورقة عمل وبحثا قدمها مشاركون من 24 دولة، وخرج المؤتمر بتوصيات مهمة من أبرزها تفعيل الأنشطة الثقافية والمهرجانات لدعم محافظة العلا كوجهة سياحية ناشئة وتكاملها مع الوجهات السياحية في محافظتي تيماء والوجه بمنطقة تبوك، وكذلك دعم البنية التحتية لتصبح بيئة مناسبة لتحقيق التنمية السياحية بالمحافظة، بالإضافة إلى التوسع في أعمال التنقيب في المواقع الأثرية بمحافظة العلا، خصوصا المشاريع التي يجري تنفيذها في موقعي الخريبة ومدائن صالح، والتركيز على تأهيل الكوادر البشرية العاملة في مجال السياحة والآثار من خلال برامج تدريبية متخصصة في الجامعات والمراكز البحثية إلى غير ذلك من التوصيات المهمة، والتي لو تحقق بعضها لنقل واقع السياحة بمدائن صالح إلى واقع مشرق.. ومؤخرا شاهدنا كيف تفاعل سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار مع أبيات شعرية من الشاعر المعروف شاهر دالش العنزي، والذي قدم مطلبا سياحيا للمنطقة تمثل في خدمة التلفريك أسوة بمناطق أخرى، وقد حظي ذلك الطلب والطريقة التي قدم بها شعريا باهتمام إعلامي جيد. ورقة أخيرة: ألا ليت شعري، هل أبيتن ليلة بوادي القرى، إني إذن لسعيد