بالرغم من مرور عامين فقط على إنشاء الحدائق العامة في صبيا، إلا أن 24 شهرا كشفت تداعي حدائق المحافظة، وتحولها إلى أنقاض، بسبب الإهمال واللامبالاة التي اجتاحتها، مما ساهم في ابتعاد الأهالي عنها لانتفاء الغرض منها ولغياب الصيانة عنها. ولم يتوقع أهالي صبيا أن ترفع الجهات المختصة يديها عن تلك الحدائق بهذه السرعة، الأمر الذي دعاهم للمطالبة بالعمل على توفير الصيانة اللازمة للحفاظ على ما تبقى من الحدائق. وكشف ماجد مريع ومحمد عمودي وأبوبكر زكري أن حدائق صبيا باتت حاليا تفتقر إلى العديد من الخدمات الضرورية لروادها مما يعكر صفو سكان تلك المحافظة، مطالبين بلدية صبيا بتوفير دورات المياه وصيانة ملاهي الأطفال والصيانة الدورية للأرضية المزروعة داخل تلك الحدائق والعديد من الخدمات الأخرى التي لم يتم توفيرها بحدائق المتنزهات، لاسيما حدائق الصفا والمروج والمجد وغيرها من الحدائق التي أنشأتها البلدية. وبين عبدالرحمن منصور وأنور عبدالله أن هناك عددا من الأهالي يتبرعون من خلال عدة فرق تطوعية بتنظيف الحدائق والمتنزهات بشكل شهري إثر غياب عمال النظافة في الوقت الذي تقدموا فيه بشكوى لرئيس البلدية ولكن دون جدوى. واعتبر كل من علي حسين شيخ ومحمد مقنع وعبدالرحمن السيد أن الإهمال يحرم أطفالهم من الاستفادة من ألعاب المتنزهات العامة، والتي باتت بلا صيانة. وقال صهيب يحيى وحيدر النعمي وعلي قاسم، أنهم يشكون من انتشار النفايات في حديقة المجد، مشيرين إلى أنها تحولت إلى منتجع للكلاب والحيوانات الضالة والجرذان والحشرات التي استباحتها بعدما رحل عنها المتنزهون. وكشفت جولة «عكاظ» تعمد الإهمال من بعض المتنزهين الذين يتركون خلفهم الأطعمة والمأكولات في وسط الحدائق، مما يعجل بانتشار الحشرات والحيوانات، خاصة في ظل غياب عمال النظافة والصيانة. وانتقد أحمد زنقوطي وصهيب أبوعله عدم وعي بعض الأهالي بأن الحفاظ على تلك الممتلكات مسؤولية الجميع، كما انتقدا الغياب التام لدور البلدية في الحفاظ على هذه الحدائق والمتنزهات التي تعد المتنفس الوحيد للأهالي بجوار أحيائهم. ويرى حسين كناني وعبدالله طروش أن بعض سكان المحافظة جعلوا من الحدائق مرمى للنفايات، الأمر الذي شوه منظرها الحضاري وجعلها عرضة للحشرات. وقالوا إنهم يضطرون للرحيل بعيدا عن أحيائهم وصولا إلى أحياء بعيدة لأنها خالية من النفايات وبقايا الأطعمة. من جانبه، لم يرد رئيس بلدية صبيا على تساؤلات «عكاظ» حول غياب دور البلدية في الاهتمام بهذه الحدائق.