المارثون الرئاسي لم يبدأ بعد، بانتظار قرار الرئيس بالانتخابات الرئاسية أو البرلمانية، ورغم ذلك بدأ المتطلعون يترقبون ليس قرار الرئيس فقط لإقرار المرشح النجم الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ومن بينهم حمدين صباحي، بل أن البعض حسم قراره ولن ينتظر أحد. لكن السؤال هل هو من بين المترقبين أو ممن حسموا أمرهم ممن ينتمون إلى التيار الإسلامي مثل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية الذي يعتقد أن خروج الإخوان من الساحة ترك فراغا لا يسمح له بتكرار التجربة، والدكتور محمد سليم الذي يحاول أنصار حزب الوسط الدفع به. تقول الدكتورة سلوى شعراوي الأستاذة في العلوم السياسية وأحد أعضاء الحزب الوطني المنحل ل«عكاظ»، أن من المتوقع أن تشهد الساحة سيناريوهين لا ثالث لهما، السيناريو الأول يتمثل في خوض مجموعة من المرشحين الذين يمثلون كافة التيارات بما فيها التيار الإسلامي لمنافسات الانتخابات الرئاسية، أما السيناريو الثاني والذي يعد الأقرب هو نزول الفريق أول عبدالفتاح السيسي بمفرده لا سيما في ظل حالة الاجماع عليه من قبل القوى السياسية والوطنية المختلفة. وأضافت أنه في النهاية على كل من يرغب في الترشح للرئاسة أن يعي جيدا حجم التحديات التي تنتظره، خاصة أن دولة بقيمة مصر ليس من السهل أبدا حكمها، نظرا للتحديات الكبيرة التي يفرضها موقعها وتاريخها على أي حاكم، ناهيك عن الظروف الخاصة التي تعاني منها مصر حاليا. ويؤكد ياسر برهامي رئيس حزب النور، أن الحزب لا يفكر في تحمل المسؤولية الآن، خاصة أن تجربة الإخوان تعتبر عظة لنا وتجبرنا على الابتعاد عن موضع المسؤولية في الفترة الراهنة. مشيرا إلى أن الحزب نصح الإخوان من قبل بعدم الترشح للرئاسة، لأنهم سيدفعون ضريبة فساد 50 عاما ولكنهم أصرورا على موقفهم. وأوضح أنه لا ينصح بترشح عبدالمنعم أبو الفتوح، الذي يرى أن فرصته ضعيفة جدا، حيث أن أي مرشح إسلامي لم يعد يمتلك الفرصة كما كانت عقب ثورة يناير، بسبب الأحداث التي وقعت عقب وصول الإخوان للحكم، وينطبق الأمر نفسه على الدكتور محمد سليم العوا. ويشيد الدكتور أسامة الغزالي، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية بشعبية الفريق السيسي في الشارع، ويقول: لا يمكن إنكارها خلال المرحلة الراهنة، وذلك يرجع لعوامل عديدة، من بينها قراراته، وشخصيته، وتعطش الجماهير لشخصية الزعيم، فضلا عن ظروف مصر الأخيرة داخليا وخارجيا، والتي تقتضي وجود شخصية بحجم وثقل السيسي. ويخلص الغزالي إلى أنه لا مجال لمرشح إسلامي على الإطلاق. فيما أكدت قيادات بحزب الوسط، أن الحزب وأنصاره يرفضون دعم أي مرشح ليبرالي أو عسكري يعيد إنتاج النظام السابق، لافتة إلى أن التيار الإسلامي السياسي يتعرض لمؤامرة من العسكر والليبراليين وفلول نظام مبارك، لإقصائهم من المشهد السياسي بعد الانقلاب على الشرعية والإطاحة بالرئيس المنتخب –على حد وصفهم-. ويقول طارق الملط عضو المكتب السياسي لحزب الوسط، والقيادي في التحالف الوطني لدعم الشرعية، إن التحالف لم يتطرق حتى الآن للحديث عن اختيار مرشح للرئاسة، وكل ما يشغلنا الآن هو الحوار مع القوى السياسية حول المبادرات المطروحة لحل الأزمة السياسية. وتابع الملط، الحزب والتحالف الوطني لدعم الشرعية سيواصلان البحث والحوار حتى يتم الوقوف على حلول جذرية للأزمة التي تشهدها مصر الآن، ومن ثم سيتم الاتفاق على دعم مرشح له مرجعية إسلامية في الانتخابات المقبلة. ويرفض الملط اختيار أي مرشح ليبرالي أو عسكري. ويشدد الدكتور عاطف عواد عضو الهيئة العليا لحزب الوسط وعضو مجلس الشورى السابق، على أن الحزب سيدعم أي مرشح يتم الاتفاق عليه ممثلا للتيار الإسلامي ويتفق مع برنامج الحزب الوسطي، لافتا إلى أن المرحلة الحالية ضبابية ولم يتم تحديد مرشح بعينه لخوض الانتخابات. وتابع عواد، إذا ترشح الدكتور محمد سليم العوا للرئاسة خلال الانتخابات المقبلة، فإنه سيكون مرشحنا، لأنه مفكر إسلامي ولا يوجد اختلاف عليه كشخصية إسلامية وسطية معتدلة، ويحظى بحب من جميع أبناء التيار الإسلامي.