أثناء وقوفه محيياً ثقة ناخبيه في لحظة تاريخية يرسلها العميد النادي الثمانيني للرياضة والرياضيين في المملكة في مشهد يتميز به، وخاصية يتفرد بها، قلت لصديقي الذي يشاركني مشاهدة الحدث، هذا الفتى يعرفُ حجم التحديات التي ستقابله والبيئة التي اختير فيها والممتلئة حد الاحتقان، لكنني أؤمن أن الانتخابات هي الطريقة الأوحد للعمل المسير للأندية، وأن تغييرها أو اعتساف الأنظمة أو الخصوصية قد تكون ناجعا في أي مجال إلا الأندية، لأن من خلالها تبرز كل القدرات والكفاءات الشابة، ومن حقهم أن يصلوا كحقوق لهم، والأمثلة كثيرة على المستوى العالمي والعربي، لدرجة أن هناك شخصيات بدأت عملها من خلال رئاسة الأندية، وما لبثت أن وصلت إلى رئاسة البرلمان. أعرف أن الأندية جميعا تنضوي تحت الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لكن الذي نعرفه جميعا أن هناك أندية لها وضعية خاصة وإن تبنت الانتخابات الشكلية ثم ما تلبث أن تفشل هذه التجربة لأنها لم تتكئ على قواعد اللعبة وآليات العمل المنظمة لها. شخصيا أميل إلى كل عمل جماعي في الأندية، بل وأؤمن أن الانتخابات هي الحقوق الكاملة لكل من يريدُ أن يعمل بصدق، فترشحه يعني قدرته على تحقيق مكاسب ونجاح برنامجه، فيما الآخر يدفع لهذا المنصب وهو لا يعلم شخصيا مدى كفاءته أو قدرته أو حتى البيئة التي سيعمل فيها.. وهنا الخلاف وليس الاختلاف بين العمل الناجح وتأطير الفشل. أعرف تماما ويعرف الكثير أن المشهد الاتحادي ممتلئ بالتناقضات، بل والتأزم لكن القدرة أو البيئة أو قل الثقافة (العملية) التي يأتي منها البلوي إبراهيم قادرة على تجاوز هذه الأزمات وفك التناقضات. قد لا يشبه إبراهيم منصور فليس شرطا نجاح الأخ أو الابن. لكن المؤمل إن روح الاتحاد ستصلي المرحلة وبالتالي سيتجاوز كل العقبات. هذا المشهد الاتحادي المتفرد في إعطاء الحقوق لكل أعضائه والعاملين، والذين كانت أصواتهم تسمع وآراؤهم توجع هي من جعلت (إبراهيم البلوي وأحمد كعكي) منافسه في الانتخابات يسيران مع بعضهما منذ لحظة إعلان النتائج وحتى اللحظة في كل ظهورهما، وهو نتاج للعملية الديموقراطية الصحيحة في اختيار الأنسب ومواصلة الخاسر لخدماته داخل الكيان وليس الاختفاء والهروب والترصد للفائز. قلت: يظل الاتحاد (غير) في تفاصيل أحداثه، والانتخابات ميزة اتحادية تمارسها كل شرائح الاتحاد. *** يأتي هذا في ما يأمل المدرج الأهلاوي في نهاية الموسم الحالي، وهي الفترة القانونية المتبقية لرئيس النادي، يأملون في انتخابات أكثر تميزا وشفافية تجعل من حق كل أهلاوي قادرا على الترشح والتشرف بخدمة هذا الكيان، وتجعل من كل شرائحه ترشيح من تراه مناسبا.. نعم كان للأهلي تجربة في انتخابات ماضية أتت ب (العنقري رئيسا) لكنها لم تدم طويلا وذلك بسبب (المخرج الخاطئ) لهذه التجربة الأولى، وكذلك لعدم وضوح آلياتها، وهو ما يعني أن على الأهلاويين إعادة كتابة أنظمة وآليات الترشح وصياغة مظاهره، إذ من حق كل أهلاوي أن يعرف برنامج كل مرشح لكي يبني عليه موقفه، كما أن الأهم إعطاء المدرج كامل حقوقه والنصيب الأكبر في التصويت وفي الانتخاب، حيث لم يعد يثق هذا المدرج في جل أعضاء الشرف الحاليين وليس أهلا لهذه المهمة. ففي الجمعية العمومية القادمة وحفلة الانتخابات لا يريدون (معجنات) بل صوت المدرجات الفاعلة والمؤثرة. لقاء الغد وكما هو معرف فنيا لا يؤمن بالحسابات السابقة لكل ناد، هل سيكرم الأهلاويون رئيس جارهم المنتخب، أم سينتفض الاتحاديون كحفل تكريم لضيفهم الجديد.. الأهلي والاتحاد مباراة كبار وإن جار الزمن.