اعتمد المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة بالدول الإسلامية في المدينةالمنورة «مشروع الخطة التنفيذية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات: المنجزات والآفاق المستقبلية» . وأوضح الدكتور عبدالعزيز التويجري أن المؤتمر اعتمد مشروعي «الخطة التنفيذية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات» و «الإعلان الإسلامي حول الحقوق الثقافية» فيما أقر المؤتمر في جلسات يومه الأول تأجيل إقرار الخطوط العريضة لوثيقة الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي إلى المؤتمر التاسع.. ونصت الخطة التنفيذية على أن «مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات» تميزت بكونها ركزت على عوامل ورهانات ومقتضيات التعايش السلمي والتعاون البناء بدل الوقوف عند العوامل العقدية والقناعات المذهبية التي كثيرا ما أعاقت مبادرات الحوار الديني السابقة. وستركز الخطة على إعداد الدراسات والبحوث وعقد الندوات والمنتديات حول مكانة الدين في المجتمعات الإنسانية ودوره في تعزيز السلم والأمن والاستقرار والتقارب بين الشعوب. كما ستركز على إشراك الهيئات الإقليمية والدولية المتخصصة في الشؤون الدينية من أجل إرساء آليات فعالة لتصحيح صورة التنوع الديني وضرورة الالتقاء حول المشتركات الأخلاقية والقيمية لمعالجة القضايا والتحديات الكبرى التي تواجه المجموعة البشرية في الوقت الراهن. واعتبرت الخطة مبادرة خادم الحرمين الشريفين التي اعتمدتها القمة الإسلامية الاستثنائية الرابعة في مكةالمكرمة بشأن إنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية بأنها رديفة وداعمة للمبادرة الأصل وتعزز البعد الداخلي للحوار وتقوي التماسك المذهبي للمسلمين ليهيئهم أكثر للتفاعل مع أتباع الأديان الأخرى. وستولي الخطة اهتماما خاصا للمراصد التحليلية والدراسات الإحصائية والخرائط الاجتماعية من أجل إيجاد ما أسمته ب «منظومة مؤشرات التعايش» التي وصفتها بحصيلة المعلومات والمعطيات والممارسات والأحداث التي تعكس مدى قدرة المجموعات الدينية على التعايش فيما بينها ومع الآخرين. وقالت الخطة إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات جاءت والعالم تطبعه ثلاث سمات هي: موجة الإرهاب والتطرف التي ارتبطت ببعض المجموعات المتشددة التي توظف خطأ شعارات دينية، و تفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا لدى قطاعات عريضة في المجتمعات الغربية، وتنامي دور العامل الديني في الصراعات الإقليمية والدولية. وكان صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، افتتح صباح أمس، أعمال المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة، تحت شعار «من أجل تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي لخدمة الحوار والسلام». وأوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، في كلمته، أن ضعفاء شعوب العالم الإسلامي من شيوخ ونساء وأطفال يواجهون أقسى ظروف الحياة، من قتل وتشريد واضطهاد دون ذنب اقترفوه، وقال: «أمام هذا الوضع المأساوي وهذه الظروف الحالكة، يجب على وزراء الثقافة في العالم الإسلامي أن يقفوا متوكلين على الله سبحانه وتعالى ومتسلحين بكل ما تحمله الثقافة من مفردات ومضامين لإشاعة مبادئ الدين الإسلامي القويم عبر قيم المحبة وتعميق أواصر الأخوة والوفاق والتفاهم»، مشيدا بدور المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإسيسكو» في هذا الإطار، وأبان أن «وثيقة مشروع خطة العمل لتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات» التي أعدتها المنظمة خلال انعقاد المؤتمر في نسخته السابعة، تأتي مكملة لجهود القائمين على هذه المبادرة، ودعا خوجة المؤتمر إلى تبني قرار يعكس التفاعل مع المعاني النبيلة لمبادرة خادم الحرمين، واقترح على المؤتمر إنشاء «مشروع بوابة المدينةالمنورة الإلكترونية للثقافة في العالم الإسلامي»، و«مشروع ببلوغرافيا المبدعين في العالم الإسلامي في مجال الفنون والآداب». وقال رئيس المؤتمر الإسلامي السابع لوزراء الثقافة أبو الفاس كراييف، في كلمته: «منذ انعقاد الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة، تعاقبت على الساحة الدولية أحداث وتحولات ومتغيرات، جعلت من الفترة الفاصلة بينها وبين هذه الدورة حقبة حرجة من تاريخ العالم، تكاثرت فيها الأزمات ونشبت الحروب، وتنامت دعوى الكراهية والعنصرية»، لافتا إلى أن ذلك يستوجب تضافر الجهود وتكثيف العمل للتغلب على الأزمات التي تهدد الاستقرار في مناطق شتى من العالم، وبناء نظام عالمي جديد تنعم فيه الإنسانية بالأمن الوارف، وأوضح أن الدورة الحالية للمؤتمر من المنتظر أن تعتمد الوثيقة الأولى للمؤتمر السابع، باعتبارها أساسا للعمل الإسلامي المشترك. ومن جانبه، أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري حرص المنظمة على أن يتضمن جدول أعمال المؤتمر مناقشة مشروع الخطة التنفيذية ل«مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات: المنجزات والآفاق المستقبلية». ويتضمن جدول الأعمال عرض التقارير الوطنية للدول الأعضاء عن جهودها في إطار تنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، وتقارير المدير العام للإيسيسكو عن جهودها في مجال تنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، وفي مجال تنفيذ استراتيجية العمل الثقافي الإسلامي خارج العمل الإسلامي، وفي مجال متابعة تنفيذ استراتيجية تطوير تقانات المعلومات والاتصال في العالم الإسلامي، كما سينتخب المؤتمر أعضاء المجلس الاستشاري المكلف بتنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، وانتخاب أعضاء لجنة التراث في العالم الإسلامي، وتعيين مكان انعقاد الدورة التاسعة للمؤتمر وزمانها. لقطات: *الشارقة عاصمة للثقافة للعام القادم. *أبرز الوزراء الحاضرين وزراء قطر، السودان، مصر، اليمن، فلسطين، الكويت، البحرين. * غياب المعلومات عن جلسات المؤتمر. * شهد المؤتمر حضورا نسائيا جيدا.