بمشاركة (57) دولة و(34) منظمة إسلامية ودولية انعقد المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة في رحاب المدينةالمنورة بعنوان: "من أجل تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي لخدمة الحوار والسلام". وأقرت جلسة العمل الأولى مشروع جدول الأعمال والجدول الزمني ومشاريع عدد من القرارات، وتشكيل مكتب المؤتمر وتقارير معالي المدير العام للإيسيسكو حول تنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، وعن جهود الإيسيسكو في مجال تنفيذ استراتيجية العمل الثقافي الإسلامي خارج العالم الإسلامي، وعن جهود الإيسيسكو في متابعة تنفيذ استراتيجية تطوير تقانات المعلومات والاتصال في العالم الإسلامي. وشهدت جلسة العمل الثانية مائدة مستديرة وزارية حول تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي لخدمة الحوار والسلام، إضافة إلى الخطوط العريضة لوثيقة حول الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي: الواقع وسبل التطوير، فيما تم بحث عدد من المشاريع منها، الخطة التنفيذية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات: المنجزات والآفاق المستقبلية، والإعلان الإسلامي حول الحقوق الثقافية. حيث وصفت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) المبادرة بأنها تميزت بتركيزها على عوامل ورهانات ومقتضيات التعايش السلمي والتعاون البناء، بدل الوقوف عند العوامل العقدية والقناعات المذهبية التي كثيراً ما أعاقت مبادرات الحوار الديني السابقة. وتحاول المنظمة في الجزء الأول من مشروع خطة العمل استلهام روح مبادرة خادم الحرمين في تقديم رؤية فكرية واستراتيجية للحوار المطروح من خلال أربعة محاور رئيسية، أولها منزلة الدين في السياق الكوني الراهن، وتركز الخطة التنفيذية فيه على إعداد الدراسات والبحوث وعقد الندوات والمنتديات حول مكانة الدين في المجتمعات الإنسانية، ودوره في تعزيز السلم والأمن والاستقرار والتقارب بين الشعوب، فيما المحور الثاني يتحدث عن إشكالات الدين والدولة والتصورات السائدة بأن الحوار بين الإسلام والغرب لا يمكن أن يسلك المسلك الديني لأن المجتمعات الغربية تعتمد الطرق العلمانية في الحكم، في الوقت الذي لا يزال الدين هو مرجعية القيم والقضاء والتعليم في أغلب دول العالم الإسلامي، ويتعلق المحور الثالث بمسألة القيم، وأن العلاقة بين الدين والقيم لاتحتاج إلى بيان، وأن الدراسات الفكرية والاجتماعية أثبتت العلاقة العضوية بين الأخلاق في جوانبها الفردية والجماعية بالدين الذي هو مصدر تصورات البشر العامة حول الخير والشر، ونبهت بأن الأديان التوحيدية التي أبدعت فكرة الكونية مطالبة بالإسهام من منطلقاتها المرجعية إلى الإسهام في تشكل خارطة القيم الكونية الجديدة التي لا بد أن تعكس حقوق التنوع الثقافي وتكون حصيلة نقاش حر بعيداً عن نوازع الهيمنة الثقافية. وبينت في المحور الرابع الفرق بين التعايش بين الأديان، وتعايش الأديان مع المجموعات غير الدينية، لافتة إلى أن الحوار الديني الصريح والناجع يقتضي وضع أسس أخلاقية للنقاش تحكم وتسير مختلف قضايا ورهانات التعايش بين المنتمين للديانات خصوصاً في ما يتعلق بالجوانب الفكرية والبحثية التي لا بد فيها من مراعاة الإنصاف والتجرد والموضوعية. إضافة إلى الاستماع لكلمات رؤساء الوفود المشاركة والتقارير الوطنية للدول الأعضاء عن جهودها في إطار تنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي. وخصص المؤتمر جلسة العمل الثالثة لانتخاب أعضاء المجلس الاستشاري المكلف بتنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، وانتخاب أعضاء لجنة التراث في العالم الإسلامي، إضافة إلى تحديد مكان الدورة التاسعة للمؤتمر وزمانها. وستعتمد الجلسة الختامية مشروع التقرير الختامي ومشاريع قرارات المؤتمرات والاستماع إلى كلمات الختام، وتسليم شارة العاصمة الثقافية من المدينةالمنورة وإعلان الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية 2014م.