احسب انه ليس بدعة او من باب الترف ان نعنى بشأن المعلم ونعلي من شانه فذلك قدره.. حق مكتسب وان كانت الاحداث التي شهدناها في الاعوام الاخيرة من الاعتداءات السافرة على المعلمين والحاق الاذى بهم وبممتلكاتهم قد شكلت منعطفا جديدا اثر مفصليا فى العلاقة التى كان يجب ان تكون حميمية بين الاستاذ او المعلم وطلابه.. ما زال التاريخ يقف احتراما امام المعلم ومهنته الشريفة فهو صانع الاجيال ومفتق البراعم والقدرات ودفعها نحو القمة ونحو مدارج الرقي والنجاحات.. ولعل ذاكرة التاريخ ما زالت تحتفظ بقدر من الوعي اما ابيات الشعر التاريخي لامير الشعراء احمد شوقي قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا أعلمت أشرف أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفسا وعقولا. لعلي بل ولعل الكثيرين يكفيهم هذا الشعر تعبيرا عن المكانة المرموقة عبر التاريخ لأولئك الكواكب التي تمشي على الارض وما زلت وجيلي يذكر اولئك العظام من المدرسين وخاصة من القطر الشقيق مصر وندرة من السعوديين.. وكيف اننا كنا نقف مبهورين امام تدفق المعلومات والقدرة التعبيرية الراقية مما تجعل المدرس يمارس الاحتواء والسيطرة على الفصل والطلبة.. وفي شهية عالية يتابعون الدرس وتتشبع به قدراتهم الذهنية والعقلية ويفسح المجال امام فهم الدروس ومحبة الدرس والسعي من خلال التنافس الشريف لاحراز مراكز متقدمة في تنافس شريف في مضمار العلم.. مبني على الاحترام وعلى محبة المادة وحب واكبار المعلم. كنا نذكر في الايام الخوالي كيف ان البعض يهرب اذا واجه معلمه في الشارع في اشارة بالغة الى مدى هيبة المعلم واحترامه. خالد الفيصل قدوة لاحترام معلميه : وايضا الشيء بالشيء يذكر فان من يجالسون خالد الفيصل ما زال مستقرا فى وعاء الذاكرة عند كل واحد تلك المواقف الانسانية الراقية لوزير التربية والتعليم الحالي.. اذ كان في قمة الادب وفي تقديم ايات الولاء والاحترام لمن درسوه.. كنت شاهد اثبات على اكثر من مناسبة كان يهب في مجلسه لاستقبال عباس حداوى عبدالرزاق فلاتة وعبدالواحد طاشكندي وسعد عبدالواحد وعبدالعزيز فهمي مع حفظ الالقاب.. هؤلاء كان يهش باشا لاستقبالهم ويتنحى عن مقعده ليجلس معلمه في سلوك انساني راق.. كان يترك انطباعات على الحضور سماتها الاعجاب والتقدير.. ولعل من طالع الفرص السعيدة ان يتولى ادارة سياسة وزارة التربية والتعليم.. فهو من عرف عنه رجل المرحلة.. اذ لا يعترف بالفشل او بقصور الامكانيات او ليس بالامكان ابدع عما كان.. تلك المبادئ المجمدة في ثلاجة الايام والتاريخ.. وانما يعرف طريقة جيدا نحو الافق ويستخدم وعيه وثقافته وذكاءه وصلاحياته في تلمس حل المشاكل وايجاد الحلول المناسبة لها. يوم المعلم في كل عام : لعل هذا الاحتفاء يرفع من شأن المعلمين معنويا وادبيا ويسهم في ترطيب العلاقة بين القمة والقاعدة على ان يراعى في صياغة هذا اليوم تدبير الخطة التي من شانها بناء الجسور واختصار الزمان لبناء علاقات وطيدة ومحترمة توثق الصلة بين الطالب ومعلمه. بعد ذلك اعتقد ان لا حجة للبعض من الذين يشذون عن القاعدة من المعلمين في خروج عن النص وفي تنكر للمبادئ الاصيلة التي هي سمات المعلم دائما وابدا.. ان هذا الاقتراح مطروح من اجل اعداد دراسة تشمل تحقيقه على النحو الذي يحترم المصلحة العامة ويعلي من شان وقدر المعلم.. فتبنى علاقة انسانية تعزز الوعي والفهم والثقة بين الطلاب ومعشر المعلمين.. وحتى نكون صادقين مع أنفسنا فعلى المعلمين يقع جزء من المسؤولية، فعلى المعلم أن يغني قدراته ويثري نفسه دوما حتى يخطف أنظار طلابه وألبابهم، فطلابنا اليوم أكثر جرأة ولديهم كل مفاتيح الثورة المعلوماتية فالكتب متوفرة والشبكة العنكبوتية تملأ البيوت، وعليه فعلى المعلم أن يكون منافسا قويا وان يعمل على ثقل قدراته الذاتية ويتسلح بسلاح الرقي العلمي والتربوي.. بحيث يكون كما عهدناه سيد المادة التي يدرسها ويمتلك الادوات التي تمكنه من احتواء الطلبة حتى يهابه الطالب ويحترم قدراته وتفوقه.. لا ان يكون فرجة ومجالا للسخرية امام الطلبة تلوكه السنتهم في استخفاف ودونية.. وحسبي الله ونعم الوكيل.