رغم استجابة الأممالمتحدة للضغوط السعودية والدولية وإعلانها سحب الدعوة التي وجهتها لإيران، إلا أن ثمة أسئلة لازالت قائمة، ومنها فهل كانت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إيران للمشاركة في مؤتمر جنيف2 مفاجئة؟! تبدو الإجابة على التساؤل بشكل مباشر صعبة أو مربكة طالما استرجعنا كل المساعي واللهث الإيراني للتواجد في المؤتمر والجلوس على طاولة العاصمة السويسرية، إلا أن الإجابة على هذا التساؤل تضيء وتسلط الأنظار على نقاط وأحداث ترسم عبرها ملامح ما يمكن أن يخرج به مؤتمر جنيف2 وسقف الطموحات الذي يمكن وضعه لهذه التظاهرة الدولية المرتقبة. دعوة بان كي مون لإيران بالمشاركة في مؤتمر جنيف2 لا يمكن فصلها عن حدث بارز سبقها بساعات وتمثل بالتصريح الصادر عن رأس النظام السوري بشار الأسد عبر وكالة «الانترفاكس» الروسية وقال فيه إنه لن يتخلى عن السلطة مهما كان ليعود بعد ساعات لينفي هذا التصريح لا بل لينفي أنه تحدث إلى الوكالة الروسية وهو نفي يطابق القول إنه مستعد للتنحي.. نفي الأسد ودعوة بان كي مون لا يمكن فصلهما عن بعضهما بخاصة أن بان كي مون وفي تصريحه عن دعوته لإيران قال حرفيا: «الوزير ظريف وأنا، اتفقنا على أن هدف المفاوضات هو إقامة التفاهم الكامل على حكومة انتقالية تتمتع بكامل السلطة التنفيذية وعلى هذا الأساس تعهد لي الوزير ظريف أن تلعب إيران دورا إيجابيا وبناء». الكل يعلم أن الأسد قد صرح بالفعل للوكالة الروسية مؤكدا أنه لن يتخلى عن السلطة والكل يعلم أن الأسد نفسه نفى هذا التصريح رغم صحته ولكن لا بد من أن يعلم الكل أن النظام الإيراني هو من دفع الأسد لنفي تصريحه وأن هذا النظام نفسه يبدو وعلى طريقة البزار الإيراني باع الأسد من أجل المشاركة في جنيف2، الأمريكي كان واضحا بموقفه وهو أن مشاركة إيران بجنيف2 لا بد أن تكون على قاعدة جنيف1 وبات كي مون يقول إن ظريف كعادته كان ظريفا وتعهد بدعم قيام حكومة انتقالية بكامل الصلاحية يعني حكومة تحكم بدلا من الأسد. وهنا لا بد من وضع عدة خطوط ملونة تحت «تحكم بدلا من الأسد». إيران ومنذ قبولها وقف مشروعها النووي تلعب سياسة حافة الهاوية وهي سياسة معروفة عن الأسد الأب، أي حافظ الأسد وها هي تحرق آخر أوراقها للوصول إلى طاولة جنيف2، تحرق مصير بشار الأسد من أجل إيران أولا. انعقاد جنيف2 أصبح محسوما إلا أن المتوقع منه يشكل تحدياً للمجتمع الدولي لأن ما سيصدر عنه سيقول إما نعم للحل السياسي في سوريا وإلا فإن المنطقة بل والعالم مقبلون على جولة عنف كبيرة. جنيف2 لا يجب أن يكون احتفالية دولية بل يجب أن يكون حلا دوليا لأزمة كبرى يعيشها الشعب السوري منذ ثلاث سنوات.