سحبت الليالي «المقمرة» وأجواء الربيع الخلابة التي عمت أودية «الحضن» بمركز الرميضة في محافظة قلوة، البساط من كورنيش «حنيش» الذي تقصده عشرات من الأسر نهاية الأسبوع، حيث شهدت هذه الأودية توافد عشرات من الأسر من سكان الساحل الغربي وتهامة الباحة لقضاء أوقات ممتعة بين أحضان الطبيعة المكسوة بالرداء الأخضر نتيجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظات الساحل مؤخراً. «عكاظ الأسبوعية» زارت هذه الأودية والتقت بعدد من المتنزهين، الذين أبدوا سعادتهم بالأجواء الربيعية الخلابة التي تسود المنطقة، وقال محسن الصمداني معلم من جدة، إنه يأتي إلى محافظتي القنفذة والليث نهاية كل أسبوع مصطحباً أبناءه، ويضيف «ألتقي في الطلعات البرية زملاء الطفولة والدراسة والأقارب ولا أخفيكم أمرا أنني أدمن رائحة الربيع مع كل جولة مطر في الساحل الغربي». من جهتها، قالت أم محمد الصمداني، إنها تحضر إلى بحر حفار أو حنيش القنفذة نهاية كل أسبوع بصحبة أطفالها، وأحياناً تتوجه إلى كورنيش المظيلف، وقالت «نأتي في موسم الأمطار منذ الصباح الباكر ونجلب معنا مستلزمات الرحلة من مياه وأغذية ونقضي وقتاً ممتعا طوال اليوم، حيث يلعب أبناؤنا في المسطحات والأودية الخضراء»، وتضيف «رحلات نهاية الأسبوع تكسر الروتين الذي يلازمنا في العمل أو المنزل على مدى أسبوع كامل». وأزادت «نأمل في تواجد وحدات من الدفاع المدني في مناطق التنزه للتدخل في حالات الطوارئ، خاصة وأن بعض الأودية تغمرها أحياناً المياه المتدفقة من جبال الباحة مثل وادي الرميضة وغيره، إلى جانب خشية البعض من المجهولين الذين يتواجدون في هذه الأماكن، ولكن نحن حمداً لله فنحن هنا في أمان ولسنا وحدنا، وهناك أسر كثيرة تخيم بالقرب منا لقضاء يوم عابر مثلنا». بدورها، ذكرت علية الزهراني، أن البساط الأخضر الذي يكسو خبوت الحضن وحفار تهامة يعد مصدر جذب لهواة البرية، وقالت «يجذبني أكثر الرمال الذهبية التي تعانق الجبال وكذلك السهول الخضراء المنبسطة الواقعة على طريق مكةالمكرمةجازان باتجاه الشرق». وبينت فاطمة الشريف طالبة ثانوي، أن الأمطار التي تشهدها المنطقة هذه الأيام تغري المتنزهين على الخروج إلى البرية، وأنا شخصياً أفضل المجيء إلى أودية الحضن بصحبة الأهل وهذه الأجواء الربيعية والسهول الخضراء تساعدني على مذاكرة دروسي في جو يسوده الهدوء والسكينة. أما أم فيصل فإنها تخيم في الأماكن الأكثر تشربا بمياه الأمطار مثل الأودية والجبال المتناثرة ما بين قلوة وأضم، وتقول ننتقل بالحلال «الإبل والغنم» إلى حيث توجد المراعي الخضراء، ويمر على خيمتنا عدد ليس بالقليل من المارة بأطفالهم، فنقدم لهم حليب الإبل الطازج، وفي فترة العصر تلتحق بنا باقي العائلة فنذبح الذبائح ونطهوا الطعام في الهواء الطلق بعيداً عن أبواب المنازل المغلقة خلال موسم الغبار والأتربة. بدورها ذكرت صالحة اليحيى، أن والدها ينتقل في موسم الأمطار إلى منطقة «البلاد» لزراعة البطيخ، ونحن نزوره بين فترة وأخرى خاصة في إجازة نهاية الأسبوع ونقضي أوقات ممتعة بين أحضان الطبيعة والهواء العليل.