وصلت أنا وزميلي متأخرين إلى صالة السينما والفيلم شغال، والتمسنا طريقنا في الظلام إلى الصفوف الأمامية التي كانت أغلب مقاعدها خالية، فجلس زميلي وخلعت أنا معطفي ورميته على المقعد الذي أمامي، وما ان جلست وقبل أن أرتاح واتساوى، وإذا بالمقعد الذي رميت عليه معطفي يهتز بعنف ويبرز من خلفه رأس رجل غاضب يصب الشتائم على صاحب المعطف ويبدو لي أنه كان نائما، واستيقظ مذعورا، المشكلة ليست هنا، ولكنها بطول لسانه الزائد عن الحد مدعيا أن المعطف قد خطف عينه، ومع صوته المرتفع بدأ المتفرجون يتذمرون، وحضر القائمون على الصالة، واضطروا أن يخرجوه ويخرجونا معه كذلك، وفي الخارج حاولت الاعتذار منه دون جدوى، لأنه مصر أن يقدم شكوى ضدي، ولاحظت فعلا أن عينه حمراء تكاد أن تقطر دما، ويبدو أن أحد الأزارير قد (بخع) عينه. والحمد لله أنه قيض لنا مدير الصالة وهو رجل (جنتل مان) وعاقل، استطاع أن يقنع الرجل بالتخلي عن الشكوى، وخرجنا إلى الشارع بعد أن خسرنا ثمن تذكرتين، مع بعض التهزيء من ذلك الرجل طويل اللسان الذي لا يحلو له النوم إلا في صالات السينما، صحيح أن بعض الناس (ما يستحون). ٭٭٭ قال لي لست أدري لماذا تكون جدران الفندق رقيقة جدا عندما ننام، وسميكة جدا عندما نصغى ونسترق السمع؟! أجبته: صح لسانك، أنني فعلا لاحظت ذلك في كل الفنادق التي سكنتها، فعندما أحاول أن أنام تزعجني خطوات كل من يسير في (الكوردور) حتى لو كان يسير على أطراف أصابعه، أو حتى يحبو حبوا. أما عندما أضع أذني بحماس وإصغاء على الحائط، لا أسمع أي صوت البتة في الغرفة المجاورة، فهل جرب أحد منكم ذلك مثلي؟! ٭٭٭ «المرأة تظل طفلة حتى تصبح أما» هذا كلام مردود عليه وغير صحيح، فهناك نساء أصبحن أمهات بل وجدات، ولا زالت الواحدة منهن (تلثغ)، وتمص الحلاوة، وتربط جديلتها (بفيونكة).