عند ذكر الرحلات البحرية تتداعى إلى الذاكرة السفن والسنابيك الحديثة المهيأة بكافة التقنيات الحديثة من نظام ملاحة و ادوات السلامة البحرية و لكن في الشعيبة أو بحر مكة كما يطلق عليه البعض مجازا فإن الرحلات البحرية لم تقتصر فقط على السفن الصغيرة «البوت» لرحلات الصيد بل تعدى الأمر إلى رحلات عبر «فلين» كبير يستخدمه بعض الأفارقة لحمل هواة الصيد البحري والإبحار بهم إلى مواقع السفن المهجورة لصيد الأسماك في تلك المواقع . «عكاظ» رصدت بعض تلك الرحلات إلى مقبرة السفن وشاهدت بعض هواة الصيد وهم يبحرون عبر الفلين إلى مواقع «مقبرة السفن» التي تكثر فيها الشعب المرجانية وتتوفر فيها اعداد كبيرة من مختلف انواع الأسماك ولا يكلف الأمر لصيد السمك سوى «جلب» لرميه من سطح السفينة القابعة فوق عمق 30 مترا. وقال سلمان بالو إثيوبي الجنسية استطيع ايصالكم إلى السفينة مقابل مؤونة وبطائق شحن وتم توفير ما يطلبه فأحضر العامل فلينا ضخما وقام بربط الفلين بالسفينة المهجورة وسحبه في رحلة خطيرة وصولا إلى مقبرة السفن. وقال أحمد قويفان إنه من رواد مثل هذه الرحلات ونتواصل مع ربان الفلين بالجوال ونتجه معه إلى السفينة الغارقة على مسافة 30 مترا من شواطئ الشعيبة. وأضاف أن السفن المهجورة تجذب هواة صيد الأسماك نظرا لغنى المنطقة المرجانية بسمك الشعور الذي يعيش وسط تلك الشعب المرجانية الكبيرة . عبد الله عايض البقمي أوضح أن الرحلات البحرية التي يديرها أولئك العمالة خطيرة وان خفر السواحل بالمرصاد لمن يقومون بمثل هذه الرحلات وان العمالة الوافدة لا يستقبلون هواة الصيد في حالة عبور أفراد خفر السواحل. وبين أنه في إحدى المرات تهور بعض الشباب و انتقلوا من السفينة الكبيرة إلى سفينة الصيانة المهجورة من خلف السفينة عبر الحبال و لكن مع استمتاعهم بالمناظر تركوا الحبل وأخذتهم الأمواج بعيدا حيث سبح احدهم مجازفا بحياته حتى ابلغ خفر السواحل الذين باشروا الحادثة في حينها وأنقذوهم . واوضح رائد عليثة ان تلك الرحلات غير آمنة و بدل ان تكون تلك السفن على حالها يجب استثمارها في رحلات بحرية آمنة خصوصا ان هذا يعتبر بابا سياحيا جديدا كون المنطقة تعمر بأهالي مكةالمكرمة وعروس البحر في عطل نهاية الأسبوع لهدوء المنطقة وملاءمتها لصيد الأسماك.