عمدت اللجنة المنظمة لمهرجان الساحل الشرقي المقام على الواجهة البحرية بالدمام إلى أبراز صناعة "السنبوك" كأحد أبرز مقومات التراث البحرية في المنطقة الشرقية خلال الحقبة الزمنية الماضية قبل ظهور النفط وكانت تسمى "السنبوك"من بعض المختصين ب "تايتانيك الخليج" في عمليات الصيد واستخراج اللؤلؤ. ويقول الحاج عبدالله تركي حسين من سكان جزيرة تاروت، انه يمتهن حرفة صناعة السفن، وذلك من خلال مشاركاته المتعددة في المهرجانات والفعاليات التراثية التي تنظم في المناسبات المختلفة. ويضيف: أعتز بحرفة "صناعة السفن" وممارسة صنع "السنبوك" الصغير في الوقت الحالي، لأنها تذكرني بالماضي الجميل الذي يرمز إلى الحضارة التي بناها آباؤنا وأجدادنا على ساحل الخليج العربي. وأضاف خلال مشاركته في مهرجان الساحل الشرقي المقام في متنزه خادم الحرمين بالواجهة البحرية بالدمام، تعلمت مهنة صناعة السفن التي ارتبطت بالمدن الساحلية في المنطقة الشرقية خاصة في جزيرة تاروت، موضحاً ان "السنبوك" عبارة عن سفينة قارب متوسط الحجم كان منتشرا في منطقة الخليج ويستخدم للغوص ولصيد السمك والسفر واستخراج الؤلؤ. وأكد ان متعة الصيد فقدها الصيادون حتى معظمهم اسندها للوافدين من الجنسية الاسيوية كما ان رحلاتهم البحرية بالطرادات الحديثة تكون لبضع ساعات بعد ان كنا في عملية صيد الأسماك تستغرق من يومين إلى ثلاثة أيام، وأشار إلى وجود مخاطر تواجههم مثل تلف بعض الحبال على "البيروانة" أو ينكسر عمود "الشفت" لمحرك "السنبوك" وبالتالي يحتاجون إلى الغوص من أجل حل المشكلة، مبيناً أن زمانهم لا يوجد به بديلا عن الغوص، فيضطر اثنان من البحارة، أحدهما لينزع الحبال الملتفة من "البيروانة" أو أي خلل طارئ، والآخر يحرسه من أسماك القرش. ولفت إلى ان صناعة "السنبوك" تتطلب دقة عالية وتركيز كبير وذكاء وتستغرق وقت طويل يستمر لاشهر خاصة انها مهنة كانت صعبة ولا يجيدها سوى من تعلق بالبحر والصيد وبعض من ورثوا هذه المهنة عن ابائهم واجداهم، لافتا ان الاخشاب التي تستخدم في صناعة "السنبوك" كانت تستورد عبر البحارة المسافرين من الهند حيث يصنع "السنبوك" من خشب "الساج" والذي يأتينا من الهند، ونستعمله لهيكل السفينة، كما نستخدم خشب "الجنقلي" لقاعدة السفينة، وأنواعا أخرى من الخشب لبقية أجزاء السفينة، وتكون مقدمة السفينة على شكل زاوية حادة ومؤخرتها شبه مربعة، وتتم زخرفتها لتظهر بصورة جميلة، ومن ضمن الأدوات التي نستخدمها لصناعة السفن: المجداع والرنده والقدوم والمبرد والنقار، ونحتاج كذلك للقطن والمسامير والشونة. وعن مراحل بناء السفينة، يقول: نأتي أولاً بقاعدة السفينة التي نضعها فوق قطعة خشبية قريبة من البحر، ونضع فوقها ميزان الماء للتأكد من استقامتها على سطح الأرض، ونحتاج إلى حسابات خاصة من أجل توازن العمود الأمامي والخلفي للقاعدة، وتتم بعدها عملية ربط ألواح هيكل السفينة بالأعمدة والقاعدة، ونبدأ بتركيب ألواح "المالج" بعضها فوق بعض، ونضع بعد ذلك الأضلاع في الثلث الأمامي للقاعدة ونربطها بالألواح، ونفعل كذلك مع الثلث الخلفي للسفينة حتى يكتمل ربطها بالأضلاع لحين الانتهاء من بناء هيكل السفينة من الخارج، عند ذلك يتم تركيب بقية أجزاء السفينة قبل أن تكون جاهزة لإنزالها في البحر. من جانب، آخر كشف مدير مهرجان الساحل الشرقي مانع المانع، ان عدد الحضور وصل الى 130 الف زائر منذ انطلاق الفعاليات تجوّلوا في أكثر من 30 جناحا والتي تنوّعت ما بين دكاكين حرف يدوية وأكلات شعبية تألّقت الأسر في صنعها وتقديمها للزائراين فيما زار المهرجان عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة بعدما قدمت لهم الدعوات للزيارة وتوفير ما يحتاجونه خلال الزيارة.