عاد أحمد (80 عاما) من أحد سكان حواري جدة القدامى أمس ليتمشى في الأزقة الضيقة بصحبة عدد من أحفاده الذين لم يعرفوا تفاصيل الحارة الجداوية القديمة كما كانت في السنين الخوالي. ويعتبر أحمد واحدا من الذين تفتحت أعينهم على حارات جدة القديمة والذين ينتظرون بفارغ الصبر إطلاق مهرجان «كنا كدا» ضمن برامج مهرجان جدة التاريخية، إذ سيتم اليوم إطلاق البروفة النهائية للمهرجان وسط البيوت التاريخية. وفي التفاصيل أن اللجنة المنظمة لمهرجان جدة التاريخية كشفت عن خطة مرورية محكمة، تهدف إلى القضاء على الازدحام وتنظيم الحركة المرورية خلال فترة المهرجان، مع عدم اعاقة النشاط التجاري في منطقة البلد. ومن المقرر افتتاح مهرجان جدة التاريخية غدا لمدة عشرة أيام، وتتضمن الخطة المرورية وفقا للجنة المنظمة، دعم الحركتين الاقتصادية والسياحية للعروس البحر الأحمر جدة. ومن المتوقع أن تشهد المنطقة التاريخية زيادة في اقبال الزوار بنسبة زيادة 40% عن إجمالي الزيارات اليومية لها خلال الأيام الاعتيادية خارج نطاق الإجازات الأسبوعية أو السنوية بسبب البعدين التجاري والسياحي. وأوضح رئيس اللجنة الأمنية ناصر علي القحطاني ان الخطة المرورية تمت دراستها واقرارها منذ فترة طويلة عبر دراسة مسار الطرقات المؤدية للمنطقة التاريخية، حيث تصل نسبة الدخول اليومي لها -بحسب الأرقام الرسمية- قرابة خمسين ألف شخص ما بين زائر ومتسوق وبائع. ومن المتوقع أن يصل عدد الزوار اليومي للمنطقة الى 70 ألف زائر على اقل تقدير لوجود أكثر من 48 فعالية يومية ضمن المهرجان. فيما أشار حزام سعيد الشهري رئيس لجنة الخدمات إلى تحديد مواقف خاصة لزوار المهرجان خلف فندق الأزهر، ليتم نقلهم عبر حافلات مجهزة مجانا، إلى نقطة بداية الفعاليات، ومن ثم إرجاعهم إلى مواقف سياراتهم. من ناحيته أفاد ملاك باعيسى عمدة الشام والمظلوم أن العمل في المنطقة التاريخية يجري بحراك سريع وتمت الاستعانة بأبناء الحي ومنحهم 300 فرصة عمل في فترة المهرجان واستثمار أوقاتهم بشكل إيجابي ما سيعود عليهم بالنفع. وأوضح أن جميع المشاركين في المهرجان ملتزمون ويأتون في الأوقات المحددة لعمل اللازم تجاه معروضاتهم ومتاحفهم في المهرجان. واشار إلى أن هناك عوائل جداوية كبيرة ستشارك في المهرجان؛ الجد والابن والزوجة والأم والأبناء والأحفاد وكل عائلة لها برنامج خاص تقوم به طيلة فترة المهرجان ما سيعكس حياتنا السابقة. وأفاد باعيسى أن المنطقة التاريخية مستعدة للبروفة النهائية اليوم استعدادا لانطلاق الحفل. وصادفت «عكاظ» أثناء جولتها في المنطقة التاريخية أمس فريقا متطوعا مكونا من 40 شخصا، يساند الهلال الأحمر عبر عيادات متخصصة للحالات العلاجية. وأوضح أحمد الشهري (أحد المتطوعين) أن جميع الطاقم متدرب وبعضهم أطباء وممرضون في الأصل وأخصائيو طوارئ سيشاركون في المهرجان مساندة للهلال الأحمر، ولديهم عربات جولف تتجول في المنطقة التاريخية للكشف عن الحالات الحرجة لا سمح الله. وأشار إلى أن لديهم ملابس خاصة وشعارا ليتمكن الزوار من تمييزهم سريعا ليتم علاج حالات السكر والضغط وغير ذلك من الحالات التي قد تحدث في الموقع. وفي (بيت نصيف) يشارك الزميل الإعلامي علي فقندش بمعرض صور لفنانين قدامى، وصوره الشخصية مع أشهر الفنانين قديما وحديثا.