سادت حالة من القلق أوساط الطلاب المبتعثين الدارسين في جامعة نيوبرنزويك الكندية، بعد إعلان رابطة الاتحاد التعليمي لطاقم التدريس بالجامعة أمس الأول الإضراب في مواصلة التعليم، احتجاجا على تدني رواتبهم عن متوسط الجامعات الكندية التي تتمثل بنفس مستوى الجامعة، على الرغم من أن الجامعة تحتل مرتبة عالية في التصنيف المحلي، وربما كان ذلك السبب الذي أشعل فتيل الإضراب لدى طاقم التدريس. وفيما أعلن بعض السعوديين الدارسين بالجامعة تخوفهم من استمرار الإضراب مما يؤثر على تخرجهم، ويربك حساباتهم ومصاريفهم وعلاقتهم بالمحلقية الثقافية السعودية في كندا، يرى البعض الآخر أن الإضراب ربما فرصة لإجازة إجبارية يلتقطون فيها أنفاسهم مجددا. وكان الكثير من الطلاب أكدوا أنهم لا يعرفون ما يترتب على ذلك الإضراب بشأن النواحي التعليمية لدى الملحقية السعودية في كندا، مؤكدين قلقهم من حالة الإرباك التي ستسيطر على خططهم الدراسية. وأوضح المبتعث يوسف وليد الجهني أحد طلاب بكالوريوس إدارة الأعمال، قلقه الشديد من أن تدوم فترة الإضراب إلى وقت أطول مما قد يسبب تأخيرا في فترة إنهاء البعثة، وقال: أنا في آخر ترم دراسي، والملحقية أرسلت لي رسالة تنبيه بإيقاف الصرف بسبب التخرج، فإذا لم أتخرج في الوقت المحدد، لا أعرف ما هي عواقب الأمور، وعلى الملحقية أن تتفهم أمورنا وظروفنا الحالية التي ليس لنا ذنب فيها. ولم يخف بعض المبتعثين -فضلوا عدم نشر أسمائهم- سعادتهم باستمرار الإضراب لما يعتبرونها إجازة مفاجئة مفتوحة للاسترخاء وزيارة الأصدقاء، مشيرين إلى أن أي أضرار تلحق الطلاب ستكون مسؤولية الجامعة نفسها أولا وأخيرا. من جانبهم، بادر العديد من الطلاب السعوديين في التطوع للتدريس المفتوح لبعضهم البعض، الأمر الذي أدهش إدارة الجامعة وأعجبوا بحرص الطلاب السعوديين وحبهم للتدريس رغم أن ظروف الإضراب تعد جديدة عليهم، حيث يقود حملة التدريس الجماعي المبتعث منير مليباري، ووجدت الحملة استحسان الجميع. ويذكر المبتعث منير، أن الفكرة بدأت مباشرة بعد الإعلان عن الإضراب، بحيث يقوم الطلاب السعوديون ممن يجد في نفسه الكفاءة في تدريس زملائهم بالتقدم والتطوع لمشاركة زملائهم وتدريسهم من باب المنفعة واستغلال الوقت. ويذكر الطالب هتان داود صبحي طالب دراسات عليا بإدارة الأعمال، بأنه متطوع في إعطاء دروس مفتوحة للطلاب السعوديين في مادة الإحصاءات لما يمتلكه من مهارة في هذا المجال. من جانبها، أكدت الملحقية الثقافية أنها لم تقف مكتوفة الأيدي، بل بادرت مباشرة فور إعلان الإضراب بتكليف قسم العلاقات الأكاديمية بالملحقية بالتواصل مع الجامعة وإبداء قلقها والتحقق في مدى تأثر الطلاب من هذا الإضراب والطلب من الجامعة لحل هذه المشكلة في أقرب وقت ممكن. وأوضحت، أنه في مثل هذه الحالات تقوم الملحقية في الحال بالتواصل عن طريق قسم العلاقات الأكاديمية مع الجامعة للتحقق من الموضوع ومعرفة مدى تأثير هذا التوقف على المبتعثين السعوديين وما هي المدة المتوقعة لانتهاء الإضراب. وأكدت الملحقية للجامعة قلقها الشديد على وضع الطلاب السعوديين والطلب من الجامعة العمل على حل هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن لضمان عدم التأثير على السير الدراسي للطلاب.