كم هو مؤلم أن تتوفر لك الفرصة للقاء مسؤول تتطلع للقائه لمعرفة ما تطمئن به القراء من اجابات على الأسئلة التي تشغل تفكيرك، ثم يحول بينك وبين هذا اللقاء رغم حرصك عليه ظرف طارئ لا تملك التخلص منه . فلقد كان يسعدني حضور ((حوار المسؤولية المشتركة)) الذي شرفه صاحب المعالي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز البراك وزير الخدمة الذي تلقيت دعوة «عكاظ» لحضوره لكن طارئا حال بيني وبين ذلك. لذا فقد حرصت على قراءة ما نشرته "عكاظ" يومي الجمعة 2/3/1435ه والاثنين 5/3/1435ه لمعرفة ما دار من حوار بين معالي الوزير واجابات كانت في معظمها مسددة، غير أنني لم أجد بين أسئلة الحضور ما كنت حريصا على طرحه على الوزير من الأسئلة لا شك أنها تشغل فكر المبتعثين في السؤال الأول، كما يشغل تفكير المهتمين بالشأن العام ما وددت طرحه في السؤال الثاني. فالسؤال الأول يقول نصه: معالي الدكتور : هناك عشرات الألوف من المبتعثين سيعودون إلى المملكة بعد اكمال دراساتهم في تخصصات مختلفة ويتوقعون استيعابهم في وظائف حكومية مناسبة فكيف يمكنكم تلبية هذا المطلب في حين أن هناك عددا غير يسير من المتخرجين لا يزالون بدون وظائف؟ صحيح أن معالي مدير معهد الادارة قال في مداخلة له: لم يعد اليوم الخريج يتخرج من أي جامعة عالمية بامكانه أن يأتي ويتقدم مباشرة، ومعالي الوزير أشار إلى أن الوزارة متوجهة إلى اختيار من تخرج من أي جامعة ويجتاز الاختبار سيكون هو الأجدر في كسب الوظيفة. والسؤال الذي تولده هذه الاجابة: لماذا لا يعاد النظر في التخصصات التي يوجه المبتعثون للحصول على شهاداتها لتضمن له الحصول على الوظيفة في المجال الذي تخصص فيه وتكون البلد بحاجة له؟ أما سؤالي الثاني فيقول نصه: معالي الدكتور: عدد العاملين في المملكة في سجل الخدمة المدنية نحو مليون وتسعمائة ألف عدد كبير منهم على مرتبة عالية.. فهل هذا الرقم صحيح، وكيف ستتصرف الخدمة المدنية لو هبط سعر النفط إلى ما كان عليه قبل عشر سنوات أو إذا استغنى العالم عن النفط ببدائل أخرى؟ سؤال يشغل اهتمام أصحاب الرأي والمشتغلين بالرأي العام.. ولست أدري ماذا ستكون عليه اجابة معالي الدكتور عبدالرحمن البراك وزير الخدمة المدنية.. وهو ما دفع بي لتوجيهه فلعل بامكان معاليه أن يهدئ القلق الذي يشغل تفكير المهتمين بالمستقبل. السطر الأخير: لكل سؤال يابثين جواب.