زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى لبنان وجولته المكوكية على الرؤساء الثلاثة أو الأربعة إضافة لعدد من القيادات السياسية قد تستوقف البعض من حيث توقيتها، إلا أنها لا بد أن تستوقف الكثيرين من حيث إنها ووفقا لإعلام حزب الله وحلفائه ستشمل قيادات في قوى 14 آذار. هناك شيء ما تغير في لبنان والمنطقة، ومنها تحول حزب الله لجهة شكل الحكومة اللبنانية المرتقبة، فبعدما كان أمين عام الحزب حسن نصر الله يتحدث عن معادلة (9-9-6) وإلا حكومة له وحده هو يختارها ويحدد أسماء وزرائها جاء الحزب ومن معه راضخا بحكومة (8-8-8) لا بل بدا يلوح بتنازلات عن المثلث الذهبي (شعب جيش مقاومة) وصولا إلى الحديث عن انسحاب تدريجي من سورية كل هذه السلسلة من التنازلات تؤكد أن هناك تغيرا ما طرأ على هذا المحور الذي تقوده إيران، إلا أن أزمة هذا المحور في لبنان كما في سورية والعراق وغيرهم من البلدان هي أن الشعوب والدول لا تثق بمواثيق هذا المحور في أي زمان ومكان ومن يشكك في ذلك ما عليه إلا العودة إلى اتفاق الدوحة والمرور للحديث مع رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري ليروي للمشكك قصة القمصان السود في بيروت وليلة سقوط حكومته. الوزير «ظريف» في مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت نطق بكلام يؤكد محورية «عدم الثقة» بهذا الفريق لقد قال الظريف عند وصوله بيروت: «نحن نعتبر أن لبنان بلد شقيق هو بلد مقاوم وصامد». وهنا نضع خطوطا تحت كلمة مقاوم لأن على الوزير الضيف أن يدرك أن اللبنانيين في أكثريتهم أو في نصفهم يعتبرون أن المقاومة انتهت عندما قاتلت اللبنانيين في بيروت في 7 أيار (مايو) 2008 وعندما ذهبت إلى سورية لتنصر نظاما قاتلا، فلبنان هو إعلان بعبدا ومقاومة مدنية ضد السلاح غير الشرعي وبالتالي فإن كلام ظريف في بيروت لم يكن بالكلام الظريف.