قبل 3 أيام من بدء انعقاد جلسات المحاكمة للمتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وهم أعضاء في "حزب الله" المدعوم إيرانياً، ووسط تسريع للاتصالات من أجل الخروج بتشكيل حكومة لبنانية جامعة لا تستثني حزب الله، وفي ظل ترويج إيراني عن أسبوعين خطيرين على لبنان أمنياً، تطرح زيارة وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف إلى بيروت غدا، أسئلة كثيرة، من بينها هل ستبقى إيران تتعاطى مع لبنان كساحة نفوذ لها تستخدمه في صراعها الإقليمي والدولي، أم أنها ستقدم تنازلات من خلال تسهيل تشكيل الحكومة اللبنانية، بهدف الاعتراف بدور لها في سورية ودعوتها إلى جنيف2؟ تأتي هذه التساؤلات في ظل تخوف الشارع اللبناني من هذه الزيارة، لا سيما عندما تكون نتائجها معاكسة لآماله وتطلعاته في الاستقرار الأمني والسياسي، وعندما تترجم السياسة الرسمية الإيرانية بتقديم الدعم إلى حزب الله مالياً وعسكرياً على حساب الدولة وعلى حساب الفرقاء اللبنانيين الآخرين. ويرى عضو الأمانة العامة في قوى 14 آذار نوفل ضو، أنه إذا كانت زيارة ظريف في إطار السياسة الإيرانية الاستقطابية، التي تسعى إلى إلحاق لبنان بالمحور الذي يشكّله النظام الإيراني مع النظام السوري، فإنها ستؤدي إلى زيادة التوتر في الداخل اللبناني، وقال "إن كانت إيران ترغب في فتح صفحة جديدة مع لبنان لضمان الاستقرار فالطريق واضح، وهو إلغاء أي علاقة بين إيران وأي فئة سياسية أو حزبية أو أي مجموعة مسلحة في لبنان وحصر علاقة الدولة الإيرانية بالدولة اللبنانية". وعن الشروط التي يجب أن تتوفر لحصول ذلك، أوضح ضو، أن الموضوع يتطلب بشكل أساسي الكف عن تزويد "حزب الله" بالسلاح والإيعاز إلى الحزب مع الفرقاء الآخرين بالبقاء تحت سقف الدستور اللبناني والنظام السياسي، بعيداً عن كل محاولاته السابقة لفرض أمر واقع بقوة السلاح في الحياة السياسية في لبنان، وهذا هو الشرط الأساسي والوحيد لنجاح الزيارة. ويجد في توقيت الزيارة مع بدء جلسات محاكمة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري والحديث عن تقدم في ملف تشكيل الحكومة، أن "كل هذه المواضيع هي اختبار للسياسة الإيرانية تجاه لبنان، لأنه لا أحد يستطيع أن يفصل أي سلوك ل"حزب الله" عن الوجهة السياسية الإيرانية التي نتساءل عما إذا بدأت باعتماد وسائل جديدة". ويشير إلى أنه "من المواضيع الإشكالية المطروحة من قبل اللبنانيين الحضور الإيراني في بيئة هي أكثر مما باستطاعتهم أو قدرتهم على تحمله، وبالتالي فإن المطالب اللبنانية يفترض أن تكون أكثر من المطالب الإيرانية، ويجب أن يستمع إليها ظريف، فشكاوى اللبنانيين من السياسة الإيرانية موجودة ولا يمكن إغفالها". ويسأل هل فعلاً هناك تنازل قدمه "حزب الله" لتشكيل الحكومة، مشيرا إلى أن "هناك محاولة من "حزب الله" لإطلاق صورة عنه بأنه قدم نوعا من التنازل، ولكن يوجد اعتقاد بأنه إذا كان هناك تبدل في موقف الحزب، فمعياره بالدرجة الأولى، في مسألة الاستعداد لتبني إعلان بعبدا". وبتقديره فإن "السياسة الإيرانية وزيارة ظريف تأتيان في ظل نجاح إيران في التمدد وإقامة نفوذ لها في المنطقة العربية خلال العقد الماضي بشكل ملحوظ، وتبدو سياستها الخارجية وكأنها لتثبيت هذا الواقع وحمايته". على صعيد آخر، تستمر المشاروات المكثفة بين المسؤولين اللبنانيين لإخراج الحكومة الجديدة إلى النور حيث يتوقع في حال نجحت المساعي إلى إعلانها خلال ال48 ساعة المقبلة، وفق صيغة يشارك فيها الجميع. وعرض رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، في القصر الجمهوري في بعبدا، مع الرئيس فؤاد السنيورة للتطورات السياسية والحكومية الراهنة، مبديا أمله في أن ينجح الفرقاء السياسيون في ظل مناخ الإيجابية السائد خلال الأيام الأخيرة في التفاهم على قيام حكومة جامعة، تولي الاهتمام بشؤون المواطنين الحياتية والاجتماعية، وتواكب تطورات المرحلة المقبلة وما تواجهه من صعوبات وتحديات خصوصا على صعيد المنطقة. ومن جانبه، قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "إننا لم نقرر بعد المشاركة في حكومة 8 - 8 – 8". وأضاف" أن الرئيس سعد الحريري لم يتخذ قرارا نهائيا بعد ولا أقنعني والمداولات مستمرة حول تأليف الحكومة".