حرمت مسافة 15 كلم فاصلة عن محافظة ضباء، أهالي قرية العمود جنوبي المحافظة من تلمس شعاع الضوء الكافي لإنارة حياتهم، بدلا من الظلام الدامس الذي يحيط بهم بعد اذان المغرب. ولا يقنع قصر المسافة الأهالي بأن يكون سببا في غياب الاهتمام بقريتهم إلى الدرجة التي يحرمون فيها من الإنارة والكهرباء الضرورية لتسيير حياتهم اليومية، ناهيك عن معاناتهم الأخرى المتمثلة في الطرق الترابية والغبار المتصاعد من الشوارع. ويشرح سليمان محمد القرعاني من قرية العمود واقع معاناتهم مع بلدية ضباء وكثرة الوعود التي دائما تذهب مع أدراج الرياح موضحا أنه منذ عام ونصف العام وهو يتردد على بلدية ضباء مطالبا ومعه مجموعة من المواطنين بالقرية بتعبيد وإنارة الشوارع، ولكن تقف جملتا «تحت الإجراء» و«راجعنا بعد أسبوع» عائقا دون تنفيذ وعود رؤساء البلديات السابقين، وللأسف باتت الجملتان شعار بعض الموظفين العاملين ببلدية ضباء، عندها تتبخر الوعود، مضيفا أنه يجد الرد أحيانا مضادا للواقع العام لكافة المراجعين حيث يضع مسؤول الإدارة المعنية الكرة في ملعب رئيس البلدية بعبارة «المعاملة في مكتب رئيس البلدية» حيث تتطلب المعاملة تدوين إفادة لرئيس البلدية. واعتبر هذه الجملة أيضا مماطلة غير مفهومة، يراد بها تأخير المعاملة والمراد تعطيل العمل الميداني في قرية العمود بصفة عامة هذا من حيث تعبيد الشوارع، مشيرا الى أن ما أنجز على أرض الواقع لتعبيد شوارع القرية لا يتجاوز فقط 10%، أما ما يتعلق بإنارة شوارع القرية وبخاصة الجهة الغربية لقرية العمود ليلا فهذا الإجراء قائم عليه جميع أهالي القرية سواء الجهة الشرقية أو الغربية من القرية ومتعارف بينهم وهو إضاءة مصابيح أبواب منازلهم قبل المغرب حتى بزوغ شمس اليوم التالي. وأشار إلى أن 90% من شوارع القرية غير معبدة وجميعها غير مضاءة «مما يجعل منازلنا معرضة للسرقات من قبل اللصوص»، فيما جميع أطفال القرية مصابون بأمراض حادة نتيجة استنشاقهم ما تعج به مركبات المواطنين هذا ما يستدعي التردد دائما على المواقع الصحية سواء الصيدليات أو المستوصفات الأهلية أو التنويم العام بمستشفى ضباء، مضيفا في حديثه أن القرية تفتقد لمواقع الحدائق العامة. من جانبه أوضح رئيس بلدية ضباء الدكتور عبدالله بن عبدالرحيم الغبان ل«عكاظ» أن الشوارع المعبدة في القرية كانت تعد بمثابة المرحلة الأولى التي قامت بها البلدية في قرية العمود وهي تعد جزءا لتوطين البنية التحتية للقرية، منوها بأن قرية العمود مقبلة على مشروع تعبيد الشوارع والإنارة، وأنه «خلال الشهور القادمة سوف نبدأ بوضع الإنارة في الجهة الغربية من القرية». وعن وضع الحدائق في قرية العمود أفاد «نحن الآن بصدد تنشيط واقع البنية التحتية التي يحتاجها المواطن في الجزء الغربي للقرية».