انتهت انتخابات الغرفة التجارية بجدة ببعض الملاحظات ومنها توجيه بعض الذين يريدون الدخول في الانتخابات الرسائل الجوالية يطالبون بضرورة انتخابهم لأنهم العضو الأفضل. ولا شك أن انتخابات غرفة التجارة بجدة مغرية جدا للجميع من التجار ومن يريدون انتخابهم، لكن بعض الرسائل الجوالية وصلت للذين تهمهم انتخابات الغرفة وللذين لا يهمهم الأمر من بعيد أو قريب لدرجة أن أحدهم من الذين يريدون انتخابهم أرسل رسالة جوالية إلى كل من يعرفهم ومن لا يعرفهم لحثهم على ضرورة انتخابه وهو كفيل بتدسيم شواربهم بالسمن والعسل عند فوزه. وما زلت أذكر كيف تمت إجراءات انتخابات الغرفة التجارية قبل حوالي ثلاثين عاما، حيث كنت مكلفا من «مجلة اقرأ» في تغطية هذه الانتخابات ولم يكد ينزل الموضوع حتى وجدت استدعاء من الدكتور عبدالله مناع قائلا: جماعة الغرفة يحتجون على طريقة تغطيتك للانتخابات على اعتبار أنك أوردت سياراتهم الفارهة ووجوههم الموردة وإغراءك بدخول خيمتهم. وقد عرفت فيما بعد أن على رأس المحتجين الأمين في ذلك الوقت الدكتور عبدالله دحلان، لكن انتهى العتاب بين الدكتور عبدالله مناع والدكتور عبدالله دحلان إلى صداقة دائمة ومستمرة حتى الآن. ولم ينبني من تلك الصداقة إلا قول الدكتور المناع خفف عليهم قليلا على اعتبار أن هذه أول انتخابات للغرفة ونحتاج إلى سنوات حتى يعرف الآخرون فوائد الانتخابات. ونعود إلى انتخابات الغرفة الحالية بعد ثلاثين سنة ونجدها لم تتغير كثيرا بدليل الطريقة الانتخابية التي تنفر الذي يريد أن ينتخب أحيانا حول تدسيم الشوارب واللحى وبعض المميزات الأخرى ولكن يظهر بعد فوز المنتخب بأن الذي وعد به فص ملح وذاب. والحقيقة أن انتخابات الغرف التجارية في عالمنا العربي ما زالت أ. ب انتخاب ولم تقف على رجلها رغم طول السنوات، بدليل أنني تلقيت للتو رسالة جوالية يطلب منى مرسلها ضرورة انتخابه وفي الوقت نفسه ليس لي به معرفة لا من بعيد ولا من قريب ورغم الإغراءات التي ضمنها رسالته الجوالية إلا أنني ضحكت وكدت أستلقي على قفاي عندما قال: انتخبني وستجد ما يسرك .. سيارة .. تلفون .. مفطحات .. كله موجود .. فقط ننتظر الإدلاء باسمك لي .. ولا يدري صاحب البقى والسلامة أنه جاء يبيع الماء في حارة السقايين .. وسلامتكم.