يرعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز وزير التربية والتعليم، رئيس هيئة «جائزة الملك فيصل العالمية» مساء غد حفل الإعلان عن الفائزين في فروع الجائزة لدورتها هذا العام، وذلك في قاعة الاحتفالات بمبنى مركز الخزامى في الرياض. وعلى امتداد دوراتها ال36 حظيت الجائزة بسمعة عالمية طيبة وتبوأت مكانة مرموقة بين كبريات الجوائز في العالم، وبفضل المعايير العلمية المحكمة التي تتقيد بها في منح جوائزها، وما تميزت به من دقة وأمانة في اختيار الفائزين، نجحت الجائزة منذ انطلاقتها سنة 1399ه/1979م، في اكتساب ثقة وتعاون كافة مؤسسات البحث العلمي في العالم، وتجلى ذلك واضحا في استباق جائزة الملك فيصل العالمية لجائزة نوبل في اختيار 15 عالما لجوائزها من بين 16 عالما جمعوا بين الجائزتين. ومن هذه الرؤية العلمية العالمية، تقوم لجان الاختيار المختصة كل عام بتحديد موضوع الجائزة، وفق ما أنجز من دراسات وبحوث في ذلك الموضوع، حيث يراعى في الدراسات الإسلامية ما له أهمية واضحة في المجتمع الإسلامي، وفي الأدب العربي ما له ريادة وإثراء لهذا الأدب، وفي الطب ما يصور الجوانب ذات الاهتمام العالمي، بينما تأتي موضوعات فرع العلوم دورية بين الفيزياء، والرياضيات، والكيمياء، وعلم الحياة، حيث تقوم المنظمات الإسلامية والجامعات والمؤسسات العلمية في مختلف أرجاء العالم بترشيح من تراه مؤهلا في كل فرع من فروع الجائزة الخمسة، حيث لا تقبل الترشيحات الفردية، ولا ترشيحات الأحزاب السياسية، حيث نال الجائزة بمختلف فروعها منذ إنشائها 229 فائزا، ينتمون إلى 41 دولة مختلفة. وتنطلق رؤية جائزة الملك فيصل العالمية، في اختيار الفائزين في فروعها الخمسة، من منظور يستهدف تحقق شرطين جوهريين، هما: الاستحقاق والتميز، سعيا من الجائزة لتأكيد القيم الإسلامية التي ناضل في سبيلها الملك فيصل، رحمه الله، إذ أكد المرسوم الملكي هذا المعنى بنصه على أن تأسيس الجائزة يأتي عملا بالقيم الروحية، والمبادئ الإسلامية التي ناضل في سبيلها الإمام الفيصل طيب الله ثراه، وترسما لكفاحه الدائب، وعمله المثابر، وسعيه المتواصل لإعلاء كلمة الله، والذود عن حمى الإسلام، والدفاع عن حقوق المسلمين، ترجمت الجائزة هذه الرؤية في عدة أهداف، أولها يتمثل في العمل على خدمة الإسلام والمسلمين في المجالات الفكرية والعلمية والعملية، الثاني يكمن في تحقيق النفع العام للمسلمين في حاضرهم ومستقبلهم، والتقدم بهم نحو ميادين الحضارة والمشاركة فيها، الثالث تأصيل المثل والقيم الإسلامية في الحياة الاجتماعية وإبرازها للعالم، وصولا إلى الإسهام في تقدم البشرية وإثراء الفكر الإنساني. وتعلن أسماء الفائزين بالجائزة، عادة، في نهاية السنة الهجرية أو الشهر الأول من كل عام ميلادي، كما يحتفل بتسليمها خلال شهرين من هذا الإعلان، وذلك في مقر المؤسسة في الرياض. ويرعى تلك المناسبة ملك المملكة العربية السعودية أو من يمثله. وقد أكسب ذلك الاحتفال مؤسسة الملك فيصل الخيرية مزيدا من الشهرة.