يرعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز وزير التربية والتعليم، رئيس هيئة «جائزة الملك فيصل العالمية» حفل الإعلان عن الفائزين في فروع الجائزة لدورتها هذا العام، وذلك مساء الثلاثاء القادم 14 يناير الشهر الجاري، في قاعة الاحتفالات بمبنى مركز الخزامى بالرياض، بحضور لجان الاختيار للجائزة في دورتها لهذا العام. لقد انطلقت مؤسسة الملك فيصل الخيرية، من رؤية تقوم على أنه بتضافر جهود المبدعين، تصبح الآمال والطموحات الكبيرة واقعا معيشيا، إذ تمنح «جائزة الملك فيصل العالمية» سنويا الفرصة للمؤسسة لتكريم ومكافأة الذين أوقفوا حياتهم للعلم، وحققوا إنجازات علمية فريدة، وتحولا إيجابيا متفردة في مجالات إبداعهم. تمنح الجائزة لعلماء ومؤسسات خدموا الإسلام والمسلمين، وللعلماء الباحثين الذين كان لنتائج بحوثهم الأثر في تحقيق تقدم هام ونوعي كما تنطلق رؤية جائزة الملك فيصل العالمية، في اختيار الفائزين في فروعها المختلفة، من منظور يستهدف تحقق شرطين جوهريين، هما: الاستحقاق والتميز، إذ يدلل على العناية الفائقة الكبيرة بهذين، أن مجموعة من الفائزين في عدد من فروع الجائزة، فازوا بعد ذلك بجوائز «نوبل» العالمية، تقديرا للأعمال نفسها التي أهلتهم لنيل جائزة الملك فيصل العالمية. إن رؤية الجائزة ورسالتها العالمية، تأتي من منطلق تأكيد الإسلام علو شأن العلم في حياة الأمم والشعوب، إذ حث الإسلام كل مسلم ومسلمة على التعلم والجد في طلبه قال تعالى: «إنما يخشى الله من عباده العلماء» مما قاد الحضارة الإسلامية وغيرها من الحضارات التي أعلت من شأن العلم، إلى بناء العديد من الحضارات التي ما تزال شواهدها تدلل على القيم العلمية والبحثية في حياة الأمم والشعوب. لقد جاءت الجائزة، ممثلة في جهود مؤسسة الملك فيصل الخيرية، سعيا حثيثا منها إلى تأكيد القيم الإسلامية التي ناضل في سبيلها الملك فيصل - رحمه الله - إذ أكد المرسوم الملكي هذا المعنى بنصه على أن تأسيس الجائزة يأتي عملا بالقيم الروحية، والمبادئ الإسلامية التي ناضل في سبيلها الإمام الفيصل – طيب الله ثراه - وترسما لكفاحه الدائب، وعمله المثابر، وسعيه المتواصل لإعلاء كلمة الله، والذود عن حمى الإسلام، والدفاع عن حقوق المسلمين. وقد جاءت الجائزة عبر هذه الرؤية ترجمة لعدة غايات، يتمثل أولها في العمل على خدمة الإسلام والمسلمين في المجالات الفكرية والعلمية والعملية، أما الثاني فيكمن في تحقيق النفع العام للمسلمين في حاضرهم ومستقبلهم، والتقدم بهم نحو ميادين الحضارة والمشاركة فيها، أما ثالث الغايات فيمثل تأصيل المثل والقيم الإسلامية في الحياة الاجتماعية وإبرازها للعالم، وصولا إلى الإسهام في تقدم البشرية وإثراء الفكر الإنساني. إن جائزة الملك فيصل التي انطلقت في رؤيتها العالمية، بثلاثة فروع تمثل خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، والأدب العربي، التي أضيف إليها فرعان مهمان، هما: الطب، والعلوم، استطاعت بما وضعته من المعايير الموضوعية التي تعتمدها الجائزة، إتاحة الفرصة لأي عالم أو مفكر له دراسة علمية أصيلة في الفرع المعلن أن يكون مؤهلا لنيل الجائزة، لما قام به إسهاما في إغناء مجال تخصصه وتطويره، وما حققه من فوائد ملحوظة للبشرية. ومن هذا الرؤية العلمية العالمية، تقوم لجان الاختيار المختصة كل عام بتحديد موضوع الجائزة، وفق ما أنجز من دراسات وبحوث في ذلك الموضوع، حيث يراعى في الدراسات الإسلامية ما له أهمية واضحة في المجتمع الإسلامي، وفي الأدب العربي ما له ريادة وإثراء لهذا الأدب، وفي الطب ما يصور الجوانب ذات الاهتمام العالمي، بينما تأتي موضوعات فرع العلوم دورية بين الفيزياء، والرياضيات، والكيمياء، وعلم الحياة، حيث تقوم المنظمات الإسلامية والجامعات والمؤسسات العلمية في مختلف أرجاء العالم بترشيح من تراه مؤهلاً في كل فرع من فروع الجائزة الخمسة، حيث لا تقبل الترشيحات الفردية، ولا ترشيحات الأحزاب السياسية، حيث نال الجائزة بمختلف فروعها منذ إنشائها، 229 فائزاً، ينتمون إلى 41 دولة مختلفة. وكما جرت عليه عادة «جائزة الملك فيصل العالمية» في كل عام يتم إعلان أسماء الفائزين بالجائزة، في هذا الشهر من كل عام، كما يتم الاحتفال بتسليمها للفائزين خلال شهرين من إعلان الفائزين، وذلك في مقر مؤسسة الملك فيصل الخيرية في الرياض، التي يرعاها الملك أو من يمثله، بحضور نخب من الإعلاميين والفكر والأدب، والعاملين في المؤسسات العلمية والطبية، والأكاديميين والمهتمين بمجالات البحث العلمي. الأمير خالد الفيصل