يواصل مركز كريمات الملك عبدالعزيز الخيري لغسل الكلى عمله في خدمة مرضى الفشل الكلوي تحت إشراف وزارة الصحة ممثلة في مديرية الشؤون الصحية بمنطقة عسير، حيث راجعه أكثر من 2500 مريض العام الماضي، ويعد المركز من المراكز النموذجية بالمنطقة ويستقبل 167 مريضا ومريضة، وينفذ أكثر من 345 حالة غسل أسبوعيا، ويستخدم جهاز الكلى الصناعي لإخراج السموم المتراكمة داخل جسم المريض، ويجري جلسة الغسل للمريض ويصرف الدواء له مجانا. وأنشئ المركز بعسير على نفقة صاحبة السمو الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن تركي بن عبدالعزيز ويقوم على تشغيل المركز عدد من الأطباء والفنيين وهيئة تمريض من قبل وزارة الصحة ممثلة في الشؤون الصحية بالمنطقة، ويقوم هذا المركز على أهل الخير بتبرعهم بكافة المستلزمات من أسرة للمرضى والغسل وأجهزة الغسل الكلوي. ويحتاج المركز وفق مديره الطبي إلى مختبر مستقل متكامل لأمراض الكلى يضم أجهزة تخثر الدم، الكيمياء، أشعة تلفزيونية وصدرية وسينية، ما يخفف عناء إرسال العينات إلى مختبر مستشفى عسير، إضافة لتجهيز قاعة المحاضرات ببرجكتر وأدوات عرض، وتأمين سيارات إسعاف لنقل الحالات المرضية الحرجة. ويخدم مشروع مركز متخصص لزراعة الكلى عند اكتمال إنشائه عسير والمناطق المجاورة الأخرى مثل جازان ونجران. وأكد مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة الدكتور ابراهيم الحفظي حرص صحة عسير على علاج مرضى الفشل الكلوي، وقال «افتتحت الوزارة 16 مركزا بالمنطقة تتوفر فيها جميع الأجهزة الحديثة والأدوية والكوادر الطبية المتخصصة والتمريضية لخدمة المرضى والذين يصل عددهم إلى 750 مريضا». وبين أن من أهم الحلول التي قدمتها الوزارة لمرضى الفشل الكلوي زراعة الكلى من أقارب المريض أو المرضى المتوفين دماغيا ويتم التنسيق مع مستشفى الملك فهد العسكري بالخميس ومع المستشفيات التي توجد بها إمكانيات لزراعة الكلى خارج المنطقة، مضيفا أنه تم تأسيس وحدة للغسل البريتوني برئاسة الدكتور عبدالله مزلف القحطاني استشاري أمراض الكلى للأطفال وبدأ العمل الفعلي بهذه الوحدة بمستشفى عسير المركزي منذ عام 1427ه وتم دعم البرنامج من قبل المديرية بالتعاون مع إحدى الشركات لتوريد المحاليل والمستلزمات إضافه لتدريب العاملين بالوحدة. يذكر أن كلفة علاج المريض الواحد على الدولة خمسة آلاف ريال شهريا، وسعر الجهاز الواحد من أجهزة الكلى الصناعية ربع مليون ريال تقريبا، ونسبة مرضى الفشل الكلوي في المملكة 125 لكل مليون تقريبا، تزداد حسب الاحصائيات من كل عام، ويمكن المحافظة على الكلى بالتمارين والغذاء المتوازن وأخذ الحذر عند المرض. من جهته توقع المدير العام للمركز السعودي لزراعة الاعضاء الدكتور فيصل شاهين، تقديم خدمة الغسل الكلوي ل 5 آلاف مريض من أصل 15 ألف مريض كلى على مستوى المملكة، وذلك بعد توقيع وزارة الصحة اتفاقية مشروع تأمين الغسل الكلوي (الدموي والبروتيني) للمرضى مع إحدى الشركات الألمانية، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية اضافة ممتازة لتقديم الخدمة العلاجية لمرضى غسل الكلى. وأكد رئيس قسم الخدمة الاجتماعية في مستشفى الملك فهد العام بجدة طلال الناشري، مسؤولية القسم في تقديم المساندة الاجتماعية والنفسية لمريض الفشل الكلوي، ولا يقتصر الامر على ذلك، بل إن الخدمة الاجتماعية تسهم في مساعدة مريض الكلى في مواجهة المشكلات الأسرية والاقتصادية. وعبرت عدد من مريضات الفشل الكلوي بالمدينة عن معاناتهن من الغسل الكلوي، حيث تقول ام هاني وهي مريضة بفشل كلوي منذ عشر سنوات «لم أكن أعلم أن إهمالي للالتهابات البولية سيضر بكليتي ويوقفهما عن العمل، حيث كنت أعاني من التهابات بولية متكررة في الجهاز البولي مع عدم شرب للماء وعدم الانتظام في اخذ العلاجات التي وصفت لحالتي، وبعد فترة من الزمن بدأت أشعر بألم في كليتي اليسرى التي أصيبت بالفشل ووصف لي الأطباء الغسل الكلوي بمعدل ثلاث مرات أسبوعيا، وتنتفخ أوردتي بعد الغسل الذي يستمر ساعات طويلة». وتشاركها الرأي خضرة صالح وتقول «أتعبني غسل الكلى لساعات على السرير حتى ينتهي الجهاز من غسل الكلى والانتظار مؤلم، إضافة لمعاناتي من جرح في يدي بسبب أنبوب الغسل». وتؤكد أماني أن التهابات المثانة كانت وراء اصابتها بالفشل الكلوي، مضيفة «منذ أن كنت طفلة كانت تأتيني آلام مبرحة في الكلى وكنت أشعر بحرقة شديدة في البول وتعالجت منها، وبعد 15 عاما عاودتني الآلام حتى أصبت بفشل في احدى كليتي وقرر الاطباء معالجتها بالغسل لحين أجد متبرعا بكلى».