يقضي مرضى الفشل الكلوي في مركز الملك عبد العزيز للكلى وجراحتها في المدينةالمنورة، 12 ساعة على جهاز التنقية أسبوعيا، وذلك بمعدل أربع ساعات في اليوم مقسمة على ثلاث فترات في الأسبوع. ويطالب المرضى مدير الشؤون الصحية الدكتور عبد الله الطايفي بالوقوف على معاناتهم اليومية أثناء حضورهم لإجراء عمليات الغسل. يقول محمد إبراهيم عمار 63 عاما، إنه أصيب بفشل كلوي منذ سبعة أشهر، بسبب نوبة قلبية مفاجئة تعرض لها وسببت له ضيقا في التنفس، نقل على إثرها إلى طوارئ مستشفى الملك فهد في المدينةالمنورة، حيث تعامل الأطباء مع الحالة إلا أن عدم توفر سرير شاغر في قسم القلب في المستشفى تسبب في تحويله إلى مستشفى خاص. يقول عمار «أخضعني الأطباء في المستشفى الخاص، لعلاج مكثف ما تسبب في إصابتي بفشل كلوي حسب إفادة المختصين ولم أعاني من قبل من أية أمراض قبل الأزمة التي تعرضت لها، وكنت أخضع لفحوصات شاملة كل ستة أشهر في المستشفى العسكري في جدة، وها أنا أخضع لثلاث عمليات غسل كلى في الأسبوع نتيجة هذا الخطأ». وينوي صالح عليان الردادي 63 عاما، وهو مريض بفشل كلوي ويجري عمليات غسل في مركز الملك عبد العزيز للكلى، التقدم لمدير الشؤون الصحية في المنطقة وتقديم طلب إيجاد حل جذري للمشاكل التي يعاني منها المستشفى وتحديدا مرضى الفشل الكلوي والرفع من مستوى الخدمات المقدمة. ويشير محمد عميرة الشريف 70 عاما، إلى أن أطباء المركز لا يتواجدون باستمرار، وقال «من يشرف على رعايتنا ومتابعة حالتنا الصحية هم الطاقم التمريضي»، فالأطباء يمرون علينا في الواحدة بعد منتصف الليل والصيدلية تغلق الساعة العاشرة والنصف ليلا، وعندما نذهب لصرف الدواء الذي نتناوله يرفض الصيدلي صرفة بحجة أنه لابد من كتابة وصفة من الطبيب المعالج وعندما يحضر الطبيب تكون الصيدلية قد أغلقت أبوابها، ولقد رفعنا شكوانا إلى المسؤولين في الشؤون الصحية ولم نجد استجابة لطلباتنا». وقال عيدروس سعيد السقاف 65 عاما أنه يعاني من الفشل الكلوي منذ ثلاث سنوات، وأجرى في رمضان الحالي، عملية غسيل في الفترة المسائية حتى يتمكن من الصيام، وطالب المسؤولين في المركز بتوفير عدد من المصاحف والكتب الدينية، أما محمد حميد الحديدي 20 سنة ومصاب بفشل كلوي منذ الطفولة نتيجة عيب خلقي فأبان أنه أجرى عملية زراعة كلية تبرعت بها والدته، إلا أنها فشلت بعد مرور سنتين ليصبح أسيرا لهذا الجهاز. أما فايز هاشم الصايغ 57 عاما فيقول «منذ ثلاثين عاما وأنا مصاب بالضغط والسكر وبسبب هذين المرضين تعرضت إلى فشل كلوي وأثناء هذه الفترة من رمضان أشعر ببعض الملل، ولكن أحاول استغلال الوقت بقراءة القرآن والصحف اليومية التي أحضرها معي لعدم توافرها في المركز وأحيانا أتبادل الحديث مع المرضى الآخرين». وأوضح أحد العاملين في المركز (فضل عدم الكشف عن هويته)، أن المركز يقدم خدماته لنحو 600 مريضة ومريض موزعين على أربع فترات منهم 70 أجنبيا، وعدد أجهزة الغسيل في المركز 80 جهازا موزعة على سبعة عنابر رئيسية، عنبرين للمرضى الإيجابيين وعنبرين للمرضى السلبيين، وعنبر للمصابين بفيروسB وعنبر لمرضى الايدز وعنبر لارتفاع وظائف الكبد، وعنبر غير إيجابي نساء، وعنبر للزوار والمعتمرين. إلى ذلك، أوضح رئيس قسم جراحة المسالك البولية في مستشفى الملك فهد في المدينةالمنورة الاستشاري الدكتور حمزة السيسي، أن مرضى الفشل الكلوي المزمن في مراحله النهائية الذين يتلقون العلاج بجلسات الكلى الصناعية (الديلزة) يمكنهم الصوم دون أن يؤثر ذلك على حالتهم الصحية، على أن يفطر المريض في الأيام التي يتلقى فيها جلسات الديلزة إذا كانت هذه الجلسات تتم أثناء النهار، باعتبار أن عملية الديلزة تستوجب إعطاء مغذيات ومحاليل عبر الوريد ما يفسد الصيام.