يستقبل مركز الكلى في مستشفى النور 500 مريض إلى جانب مئات من المعتمرين والحجاج والزوار طبقا للدكتور ماجد الحارثي مدير المركز الذي أوضح أن عدد مرضى الغسل الدموي في العاصمة المقدسة يصل الى نحو 1200 مريض تقريبا تجرى لكل منهم ثلاث جلسات غسل أسبوعية. واضاف: إن خدمات غسل الكلى بدأت في مكةالمكرمة قبل حوالي ربع قرن تحت إشراف الدكتور محمد أمين طاشكندي مدير مركز الكلى في مستشفى النور والمشرف على جميع مراكز الكلى الحكومية والخيرية. تاريخ زراعة الأعضاء، كما يسرده الدكتور الحارثي بدأ في الخمسينيات الميلادية وكان أول عائق للتجربة تمثل في نقل العضو من شخص إلى شخص آخر وكانت أول عملية زراعة ناجحة في العام 1954 ميلادية بين توأمين وهو الأمر الذي ساهم في نجاح العملية بشكل أكبر وأجرى العملية الدكتور الجراح جوزيف موري ليحصل حينها على خلفية هذا الإنجاز البشري على جائزة نوبل في الطب وبعد تلك العملية الناجحة بدأت زراعة الأعضاء تنتشر بصورة أوسع وأشمل في العالم. وعن أسرار زارعة الكلى وأسبابها يقول الدكتور الحارثي: إن زراعة الكلى تبدأ عندما يصل المريض إلى مرحلة الفشل فتكون أمامه ثلاثة خيارات، الأول: الزراعة، والثاني الغسل الدموي الذي يتوفر في جميع المستشفيات الحكومية ومراكز الكلى، والخيار الثالث: هو الغسل «البيرتوني». وتكون زراعة الكلى عن طريق شخص متوفى دماغيا أو متوفى قلبيا أو شخص سليم ويفضل الشخص السليم لأن وظائف جسمه سليمة ونوعية الكلية فيه تكون أفضل ووظائفه كذلك. ويقول الدكتور الحارثي: إن الكلى السليمة تزرع في مكان منخفض مقارنة بالوضع التشريحي الطبيعي للكلية، خاصة في الحفرة الحرقفية. والزراعة هي الأكثر شيوعا وفيها نسبة نجاح عالية، إذ يتم تنفيذ العملية لدى المرضى الذين يعانون من المرض في مراحله النهائية وذلك بغرض تحسين نوعية حياة المريض وتخليصه من قيود جلسات غسل الدم التي يخضع لها بشكل أسبوعي دوري. أول تجربة في المملكة في احصائيات عرضها الدكتور ماجد الحارثي على (عكاظ) عن عمليات المركز في مستشفى النور أوضحت أنه في عام 1409 وصل عدد المرضى الذين تم لهم غسل دموي 181 مريضا والعدد زاد عام 1433 ليصل إلى 1065 مريضا، وتشير احصائية شاملة للمستشفيات والمراكز الخيرية في مكةالمكرمة للعام 1433ه إلى عدد المرضى المستفيدين من الغسل، فمستشفى النور خضع 65688 مريضا للغسل وفي مستشفى الملك عبدالعزيز 27051 مريضا، بينما مستشفى الملك فيصل استقبل 13071 مريضا، ومستشفى خليص 2791 مريضا، والمراكز الخيرية استقبلت 45061 مريضا، بعدد اجمالي للمرضى يصل إلى 153662. وأوضح الدكتور الحارثي أن معدل الإصابة بالفشل الكلوي في المملكة وصل الى 120 حالة لكل مليون شخص سنويا. علماً بأن أول عملية غسل دموي في المملكة أجريت في العام 1971 ميلادي وأول عملية زراعة كلى كانت عام 1979م. الزارع أفضل من الغاسل يشرح الدكتور الحارثي مخاطر زراعة الأعضاء التي تكمن في المقام الأول في أن العملية نفسها تحتاج إلى تخدير كامل قبل أن يخضع المريض للزراعة ويجب أن يهيأ لها والتأكد من أن وضعه الصحي وأن قلبه سليم ورئته سليمة، وتأتي الخطورة الأخرى بعد الزراعة، إذ يجب على المريض تعاطي أدوية معينة تمنع رفض الجسد للكلى الجديدة. ويضيف: إن زراعة الأعضاء وزراعة الكلى لها أعراض جانبية تكمن في أن مناعة الإنسان تضعف بعد الزراعة فإذا إذا ضعفت مناعة الإنسان يصبح أكثر عرضة للإصابة بعدوى الفيروسات والبكتيريا والأورام والفطريات لأن دور جهاز المناعة هو محاربة الفيروسات والأورام، بالذات أورام الجلد، بالإضافة إلى ان الزارعين يصابون عادة بارتفاع في مستوى السكروضغط الدم وهذه أكبر المخاطر التي تواجه المريض في الشهر الأول، لكن على المدى الطويل ثبت أن الإنسان الذي يزرع يكون أفضل حالا من الإنسان الذي يغسل. حذار من الخارج مدير مركز الكلى في مستشفى النور يستطرد ويقول: إن زراعة الكلى في المستشفيات الحكومية مجانية وما يهم في الأمر هو كلفة المريض من الناحية المادية، إذ أن الغسل كلفته أكبر من الزرع، ومع ذلك فإن الزراعة للمرة الاولى عالية القيمة وعلى المدى الطويل تكلفة الغسل أكبر. بالإضافة لما يعانيه مريض الغسل الكلوي فهو يحتاج الى عدة جلسات اسبوعية ويحتاج أيضا لإجراء تحاليل الغسل الى جانب تكلفة الغسل نفسه وأجرة العاملين في مراكز الغسل، خصوصا الهيئات التمريضية. وهذه كلها تعتبر تكاليف إضافية لو قارناها بالزراعة فالمريض سيخضع لعلمية ويأتي للمستشفى من أسبوع إلى عشرة أيام ثم كل ثلاثة أشهر كأي إنسان آخر، ولا ينصح الدكتور الحارثي بالزراعة في الخارج لأنه لا يعرف كيف تتم مثل هذه العمليات المعقدة في الخارج، كما ان زراعة الأعضاء في المستشفيات الحكومية خطت خطوات كبيرة برغم وجود بعض النقص وقلة المتبرعين، وتمت معالجة ذلك بإصدار قوائم انتظار. متغيرات ما بعد النقل الحارثي نصح المرضى بضرورة تعاطى الأدوية علما بأن جميع مرضى الزراعة السعوديين تصرف لهم الأدوية بلا مقابل في المستشفيات الحكومية. مشيرا إلى أن أكثر الأسباب المؤدية للفشل الكلوي هي السمنة المفرطة التي تؤدي إلى ارتفاع الضغط والسكر. في حين أن أكثر نسب الإصابات بالفشل الكلوي لدى الأطفال تحدث بسبب التشوهات الخلقية في الجهاز البولي بسبب انسدادات في المثانة أو في مجرى البول أو في الحالب أو التهابات في الكلى. وعن المتغيرات بعد الزراعة يتحدث الدكتور الحارثي ويقول إنها تتمثل في ظهور بعض المضاعفات مثل السمنة، البول السكرى، ارتفاع ضغط الدم، زيادة دهون الدم، وما قد يستتبعها من تصلب الشرايين وأمراض القلب، وكل هذه العوامل تؤثر على كفاءة الكلى المزروعة والرفض المزمن، والهدف هو التعامل مع هذه المضاعفات وتقليل تأثيراتها السلبية.