نبه أطباء متخصصون من تصاعد نسب الإصابة بالأمراض الكلوية، التي غالبا ما تؤدي إلى الفشل الكلوي، خصوصا أن من أهم أسباب الإصابة بالفشل الكلوي الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتشارك القطاعات الصحية في المملكة المجتمع الدولي غدا في اليوم العالمي للكلى تحت شعار «كيف تحمي كليتيك»، وتتضمن أنشطة اليوم العالمي عقد محاضرات وندوات وحملات توعوية، وفحص طلاب نحو 160 مدرسة في المرحلتين المتوسطة والثانوية في الرياض، إضافة إلى طلاب الجامعات؛ بهدف التشخيص المبكر لأمراض الكلى، ووضع خريطة للوقوف على حجم مشكلة أمراض الكلى لدى طلاب هاتين المرحلتين العمريتين. يوم توعوي وتشهد جدة اليوم في هذا السياق برنامجا توعويا لقسم الكلى في مستشفى الملك فهد العسكري في جدة، يسلط الضوء على أهمية المحافظة على الكلى في إطار أنشطة اليوم العالمي للكلى، بحضور مدير المستشفى اللواء محمد عبد العزيز الحلافي. ورأى استشاري ومدير قسم أمراض الكلى في مستشفى الملك فهد العسكري في جدة الدكتور محمد هيثم رجولة «أن المملكة تعتبر واحدة من الدول القليلة التي نظرت بعين الاعتبار لمرضى الفشل الكلوي، فهي تقدم خدمة العلاج المجاني للتقنية الدموية في مستشفياتها الحكومية والتابعة للقطاع العسكري»، لافتا إلى «أن مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة في جدة يعالج 150 مريضا بالتنقية الدموية أسبوعيا، إضافة إلى علاج 50 مريضا بالتقنية البرتونية، وتتم أيضا عمليات نقل وزراعة كلية بمعدل مرة شهريا، فيما يتابع نحو 200 مريض تقريبا تمت زراعة الكلية لهم سابقا في المستشفى». اعتلال وضعف وأشار رجولة إلى أننا «اليوم أمام إحصاءات تظهر تصاعد نسب الإصابة بالأمراض الكلوية، التي غالبا ما تؤدي أخيرا إلى الفشل الكلوي، وفي المملكة خصوصا كشفت الدراسات والإحصاءات أن من أهم أسباب الإصابة بالفشل الكلوي هما الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى أمراض أخرى، مثل اعتلال كبيبات الكلى، وانسداد المجاري البولية والأنتانات البولية. وأفاد أن جهاز الكلية الذي بلغ حجمه من 130 إلى 170 غراما يؤدي وظائف مهمة لجسم الإنسان، من أهمها التخلص من المواد السامة من الجسم، تنقية الدم من المواد المتراكمة من عملية التمثيل الغذائي، المحافظة على توازن الماء والأملاح في الجسم، مساعدة بقاء الدم متعادلا بين الحموضة والقلوية، ضبط ضغط الدم، حفظ توازن الكالسيوم في الدم والعظام، وتكوين كريات الدم الحمراء، ويعني ذلك، أن إصابة الكلية بأي اعتلال أو ضعف في أداء وظيفتها تعرض باقي أعضاء جسم الإنسان لأمراض أخرى، وتبعا لذلك تبدو من الأهمية الكشف المبكر عن إصابة الفرد منا بأمراض الكلية، فهو يمنع حصول ضرر كبير لاحقا». تحليل دم الدكتور محمد هيثم أكد أن الوقاية خير من العلاج، «فالأشخاص الطبيعيون مطالبون بعدم تناول الأدوية دون استشارة طبيب، لأن هناك كثيرا من الأدوية، خصوصا المسكنات، يؤدي الاستمرار في استخدامها إلى الإصابة بأمراض الكلى، والتأكد من أن الكليتين تعملان بشكل سليم وتؤديان وظيفتهما على أكمل وجه عبر إجراء تحليل دم وبول في أقرب مستشفى». حملات توعوية وتشارك الرياض في اليوم العالمي، حيث يطلق مركز الأمير سلمان لأمراض الكلى بالتعاون مع جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي في 28 الشهر الجاري، حملة طبية توعوية بأمراض الكلى تحت شعار (تحكم بمرض السكر وحافظ على كليتيك). وأوضح المدير العام التنفيذي لمركز الأمير سلمان لأمراض الكلى المشرف العام على الأنشطة الدكتور خالد بن عبد العزيز السعران «أن اليوم العالمي للكلى يهدف إلى زيادة الوعي المجتمعي بأهمية الكلى ونشر عدة مفاهيم هي«أن أمراض الكلى منتشرة ومؤثرة لكن يمكن علاجها». وتعتزم الحملة فحص طلاب أكثر من 160 مدرسة في المرحلتين المتوسطة والثانوية، إضافة إلى طلاب الجامعات للتشخيص المبكر لأمراض الكلى، ووضع خريطة للوقوف على حجم مشكلة أمراض الكلى لدى طلاب هاتين المرحلتين العمريتين. ولفت السعران إلى وجود أكثر من 1.5 مليون مريض كلى حول العالم يعيشون معتمدين على الغسيل الكلوي أو عمليات الزراعة، ومن المتوقع أن يتضاعف العدد خلال السنوات العشر المقبلة. التكلفة الاقتصادية وعن التكلفة الاقتصادية لعمليات زراعة الكلى أو غسلها لهؤلاء المرضى، أوضح أن التكاليف قد تصل إلى أكثر من تريليون دولار في العقد المقبل، وهو ما لا يمكن أن تتحمله ميزانيات الدول النامية، لذلك تأتي أهمية الشعار الذي تبنته الحملة الدولية بالتشخيص المبكر لأمراض الكلى من خلال تكثيف حملات التوعية الصحية، مما يسهم بدرجة كبيرة في خفض تعداد المرضى وتكاليف العلاج المستقبلية. التبرع بالأعضاء وفي السياق نفسه، يشارك المركز السعودي لزراعة الأعضاء في المعرض التوعوي المقام في مركز الأمير سلمان الأحد المقبل. وأوضح مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل عبد الرحيم شاهين أن مشاركة المركز تهدف إلى تكريس التوعية والوقاية من الكثير من أمراض الكلى من خلال إجراء بعض الفحوصات الطبية البسيطة كقياس ضغط الدم والسكر وعدد من الفحوصات الدورية التي تساعد على اكتشاف أمراض الكلى قبل حدوثها. ولفت شاهين إلى أن المركز يهدف إلى تنشيط ونشر ثقافة التبرع بالأعضاء وتفعيل عمليات التبرع من الأحياء الأقارب لمواجهة النقص الحاد في الأعضاء على مستوى العالم، حيث يمثل هذا النقص معضلة كبرى أمام برامج زراعة الأعضاء في كافة دول العالم، وتساهم مثل هذه البرامج في زيادة الوعي لدى أفراد المجتمع للتجاوب مع رسالة المركز الإنسانية في التبرع بالأعضاء، والمساهمة في تخفيف المعاناة لمرضى الفشل الكلوي.