تعرضت إحدى طائرات الخطوط الجوية العربية السعودية لخلل فني أثناء هبوطها في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي أمس، وأسفر الحادث عن إصابة عدد من الركاب بإصابات مختلفة. وتم إيقاف جميع الرحلات من وإلى المطار لمدة أربع وعشرين ساعة ريثما يتم اتخاذ الإجراءت التي تكفل تهيئة المطار لاستقبال الرحلات بإذنه تعالى. وأوضح المتحدث الرسمي للهيئة العامة للطيران المدني خالد بن عبد الله الخيبري، أنه في تمام الساعة 4:14 من صباح أمس الأحد تعرضت رحلة الخطوط السعودية (2841)، القادمة من مطار مدينة مشهد الإيرانية وعلى متنها (315) راكبا، إلى عطل فني في نظام العجلات الخلفي الأيمن للطائرة وهبطت على المدرج دون نزولها، مبينا أن عملية الإخلاء أسفرت عن إصابة (29) راكبا بإصابات مختلفة. وأضاف الخيبري أن قائد الطائرة وعند محاولته الهبوط أبلغ برج المراقبة الجوية بوجود خلل فني في نظام العجلات الخلفي مما يستحيل معه إنزال عجلات الجانب الأيمن للطائرة، وعلى الفور قامت الجهات الفنية بالمطار بالاستعدادات اللازمة وتجهيز المدرج لمثل هذه الحادثة لتمكين الطائرة من الهبوط. وتم إعلان حالة الطوارئ في المطار، وباشرت الحادثة فرق الإطفاء والإنقاذ والجهات ذات العلاقة، فيما باشر مكتب تحقيقات الطيران بالهيئة مهامه تجاه هذه الحادثة. بدوره، صرح مصدر مسؤول في الخطوط السعودية أن الطائرة مستأجرة ومخصصة لرحلات الحج والعمرة وهي من طراز بوينج 767، مشيرا إلى أن الحادث وقع نتيجة عدم نزول مجموعة عجلات الطائرة أثناء عملية الهبوط آليا أو يدويا، مما اضطر قائدها إلى الهبوط اضطراريا وفق الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات الطارئة. وتابع المصدر قوله «تم بحمد الله السيطرة على الوضع وهبوط الطائرة على أرض المطار مما نتج عن ذلك إصابة (29) راكبا، (17) منهم إصاباتهم طفيفة وتم علاجهم في مستوصف المطار فيما نقل (12) راكبا إلى المستشفى وتم تقديم العلاج اللازم لهم وغادروا المستشفى عدا (3) مصابين حالتهم غير مستقرة». وأضاف المصدر أن الخطوط السعودية تقدم أسفها العميق لجميع المصابين جراء هذا الحادث وتدعوا المولى العلي القدير أن يمن عليهم بالشفاء العاجل، وأكد حرص «السعودية» الدائم على تطبيق إجراءات السلامة، لافتا إلى أن مثل هذه العوارض قد تحدث لأي شركة طيران في العالم، مشيدا في نفس الوقت بالدور الإيجابي لطاقم القيادة الذي قام بتطبيق التعليمات الخاصة بمثل هذه الحالات الطارئة حفاظا على سلامة المسافرين. وبين المصدر أنه تم إيقاف جميع الرحلات من وإلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينةالمنورة لمدة أربع وعشرين ساعة حتى يتم اتخاذ الإجراءت التي تكفل تهيئة المطار لاستقبال الرحلات بإذن الله تعالى. كما تم تفعيل لجنة الطوارئ بالخطوط السعودية برئاسة رئيس شركة الخطوط السعودية للنقل الجوي لمتابعة كافة الإجراءات المتعلقة بأوضاع الركاب وإيجاد البدائل المناسبة لهم والتأكد من تقديم كافة الخدمات اللازمة، علما بأن اللجنة مستمرة في متابعة الوضع على مدار الساعة. وبحسب معلومات حصلت عليها «عكاظ»، فقد اتخذ كابتن الطائرة قرار الهبوط في المحاولة الثالثة، وأكد ل«عكاظ» شهود عيان أن الكابتن حاول الهبوط مرتين ثم تراجع، قبل أن يهبط في المحاولة الثالثة، بعد أن أبلغ برج المراقبة الجوي بالخلل الحاصل في نظام الإطارات، وعلى الفور أبلغ برج المراقبة مركز العمليات الجوية والذي بدوره وجه جميع الوحدات المختصة بتنفيذ خطة الأمن والسلامة المخصصة لمواجهة مثل هذه الحالات، ونجح الكابتن في الهبوط بسلام على مدرج المطار، وشوهدت الأدخنة تتصاعد من الطائرة عقب هبوطها، وتمكنت وحدة الإطفاء في المطار من السيطرة على الموقف دون أن تتعرض الطائرة سوى لتلفيات بسيطة في الجناح الايمن وأجزاء محدودة في المنطقة الخلفية، وبعد استقرار الطائرة والسيطرة عليها تحركت فرق الإسعاف لإنقاذ الحالات الخطيرة داخل الطائرة أولا وتم نقلهم إلى أقرب مستشفى، ومنه لاحقا إلى مستشفى الملك فهد في المدينةالمنورة، فيما تم إسعاف باقي المصابين في المركز الصحي داخل المطار. كما أكد ل«عكاظ» مصدر موثوق في مطار المدينةالمنورة أن عملية الإنقاذ تمت في وقت قياسي، حيث تم إخراج جميع الركاب وكابتن الطائرة وملاحيها في غضون 15 دقيقة فقط. وبين المصدر أن تدافع الركاب أربك عمليات الإنقاذ، إلا أن الفرق المشاركة نجحت في السيطرة على الموقف في وقت قياسي، مضيفا أنه تم نقل جميع الركاب إلى أحد الفنادق المجاورة للمسجد النبوي الشريف، بينما تم نقل كابتن الطائرة وملاحيها إلى فندق آخر. وأكد ل«عكاظ» مدير عام الشؤون الصحية في منطقة المدينةالمنورة الدكتور عبدالله الطائفي أن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة أصدر تعليماته بتوفير أفضل الخدمات الطبية وخدمات الضيافة للركاب الإيرانين، وقام مدير عام فرع وزارة الحج محمد البجاوي بزيارة المصابين في مستشفى الملك فهد، وكذلك الركاب الآخرين في الفنادق. وأوضح الطائفي حالات المصابين أصبحت مستقرة طبيا، وأنهم يتلقون الرعاية والاهتمام، وسوف يغادرون المستشفى حال اكتمال علاجهم. وقال ل«عكاظ» مصدر في مطار المدينةالمنورة أن الكابتن كان آخر المغادرين للطائرة المنكوبة، بعد أن تأكد من خلوها من جميع الركاب، لافتا إلى أنه تم إرسال رافعة من مدينة جدة متخصصة لرفع الطائرة من المدرج، وذلك تمهيدا لفتح المطار أمام حركة الملاحة الجوية. وأفادت هيئة الهلال الأحمر بمنطقة المدينةالمنورة على لسان متحدثها الرسمي محمود خياط، بأن تسع فرق ميدانية باشرت في الموقع، ونقلت 10 حالات إلى المستشفى، فيما عولجت الحالات الأخرى بالموقع عن طريق فرق التدخل السريع، وأنهي البلاغ عقب خلو جميع مناطق الفرز عند الساعة 6:32 صباحا.