بعد ضم إسرائيل القدسالمحتلة ثم هضبة الجولان، حيث لم يتم الاعتراف بهذا الضم حتى تاريخه، وافقت لجنة تشريع وزارية على مشروع قانون لعرضه على الكنيست، ويبدو أن الإسرائيليين وجنرالاتهم الذين وجدوا في الورقة الأمنية التي عرضها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على الجانب الفلسطيني ضالتهم ، وكان الجنرال الأمريكي الن أعد الورقة بمساعدة عسكريين وخبراء أمريكيين وجلسات عمل مع قادة عسكريين إسرائيليين حددوا فيها ضرورة بقاء قوات إسرائيلية على طول منطقة الأغوار وعلى بعد قرابة خمسة كيلومترات من نهر الأردن من شمال البحر الميت حتى بيسان، بحيث يمنع الفلسطينيون من السيطرة على المعابر الحدودية مع الأردن ومن الوصول إلى النهر ولا إلى البحر الميت. وقد رفض الجانب الفلسطيني هذا الطرح حتى وإن تم تحديد بقاء الاحتلال لعشر سنوات، وقال إن المؤقت لدى إسرائيل هو دائم، ويقال وفقا لمصادر عدة أنه تم تقلص مدة بقاء الاحتلال إلى ثلاث سنوات، لكن الجانب الفلسطيني يلح في تواجد عسكري من طرف ثالث. أهمية الأغوار تكمن في أنها تشكل ربع مساحة الضفة، وهي الاحتياطي الباقي لإقامة مشاريع إسكانية واقتصادية وإقامة مطار دولي. وكان هناك مخططات لإقامة مدن ومطار ومصانع على البحر الميت وإنعاش الأغوار بمشاريع زراعية للتصدير، لكن مياه الأغوار يحتكرها المستوطنون الذين أقاموا مزارع للنخيل والفاكهة شبه الاستوائية، وأي ضم للأغوار سيعني حرمان الضفة من مساحة واسعة تشكل مستقبلا اقتصاديا وصناعيا للدولة الفلسطينية الموعودة. ورغم أن خبراء أمن من الإسرائيليين أكدوا أنه لا جدوى أمنية للأغوار، إلا أن أركان الحكومة الإسرائيلية العسكريين والحزبيين يتمسكون باستمرار احتلالها تحت غطاء أمني، وهم في الحقيقة يريدون الثروات والمياه والبحر والأرض كاحتياطي استيطاني، وليس لأية اعتبارات أخرى. ورغم تركيز المعارضة الإسرائيلية للضرر الذي سيلحق بإسرائيل من جراء قرار ضم الأغوار واحتمال فرض مقاطعة اقتصادية عليها وعزلها سياسيا لخروجها عن القانون الدولي، إلا أن إسرائيل ترى أن مجرد تفهم الأمريكيين لقرارها يكفي لحمايتهم دوليا والبقاء فوق القانون الدولي؟ ورغم وجود تحرك ضد سياسات نتنياهو هذه داخل حزبه، إلا أنه لا يهتم بالأصوات التي تحذر من عزلة إسرائيل، فهو يراهن على اليمين الإسرائيلي الذي يدعمه ويشكل أغلبية انتخابية. عموما، لا يستطيع أحد الجزم بما سيحدث في جولات الوزير الأمريكي جون كيري الذي يستعد منذ الآن لإخراج أرنبه من قبعة الساحر ويعرض حلا وسطا لإخراج المفاوضات من مأزقها.. فهناك من يقول إن القناة السرية للمفاوضات في لندن هي التي تبحث اتفاق الإطار، ويؤكد أننا في الربع الساعة الأخير من المفاوضات وربما الخطير أيضا، ففي أعقاب كل اجتماع يعقده الوزير الأمريكي كيري مع بنيامين نتنياهو يجري إخلاء غرفة الاجتماع من أعضاء الوفدين ويبقى كيري ونتنياهو وحدهما لمدة ربع ساعة.. ويتكرر الأمر في لقاء كيري مع الرئيس الفلسطيني.. فهل هذه القناة السرية وهذا الربع ساعة الأخير هما اللذان يحددان مصير التسوية؟.