جسد أهالي منطقة نجران البارحة أجمل صور الوفاء في حفل تكريم وتوديع أمير المنطقة السابق صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، بعد صدور أمر خادم الحرمين الشريفين بتعيينه أميرا لمنطقة مكةالمكرمة. وثمن سموه هذه الحفاوة غير الغريبة على مواطني نجران فهم أهل وفاء وولاء. وقال في كلمة ألقاها في الحفل الذي أقيم في الملاعب المجمعة بحي الفهد: «وجدت في نجران بلد التاريخ والآثار والأصالة، وفي أهلها وسام الفخر والاعتزاز بالنفس». وأضاف: «أشكر الله تعالى بتكليفي أميرا لمنطقة مكةالمكرمة، مهبط الوحي وقبلة المسلمين، وهذا شرف عظيم يتمناه كل مواطن مخلص لخدمة أطهر بقاع الدنيا وأقدسها». وتابع سموه: «بالأمس جئت لنجران وكلي شوق لخدمة هذا الجزء الغالي من وطننا الحبيب، جئت لنجران والآمال والتطلعات كبيرة، لتحقيق ما يطمح إليه ولاة الأمر يحفظهم الله، جئت لنجران الأرض والإنسان.. أرض الأخدود التاريخية.. بوابة الجنوب رجالا أشاوس الذي قال عنهم سيدي خادم الحرمين الشريفين «إن مواطني نجران درع حصين للدولة» وجنود شجعان من جدودها والدولة تعز بنجران بمواطنيها وفرسانها». واستطرد «ها هنا أغادر وأنتم في الوجدان باقون، وعلى المحبة متواصلون، وبالاعتزاز بكم فخورون». واختتم كلمته بالتعبير عن الشكر لجميع العاملين بأجهزة الدولة على تعاونهم وتكاتفهم خلال توليه إمارة منطقة نجران طيلة خمس سنوات، قائلا «أنا فخور بتعاونكم وحبكم للوطن». وكان أهالي نجران رددوا فور وصول سموه إلى مكان الحفل «يا مرحبا يا مشعل الغالي». ثم عزف السلام الملكي، الذي أعقبته مسيرة نجران ومحافظاتها. وبعد كلمة الجهات الحكومية التي ألقاها وكيل إمارة المنطقة عبدالله بن دليم القحطاني وتطرق فيها للإنجازات التي تحققت في عهد سمو الأمير مشعل، ألقى الدكتور سالم آل قظيع كلمة أهالي المنطقة. ووجه من خلالها ثلاث رسائل الأولى «نجران تخرج إليك بأهلها تودعك خرجت وهي عاجزة عن شكرك. نجران تقول لك إنها حزينة برحيلك». والرسالة الثانية رسالة شكر من أهالي نجران إلى خادم الحرمين الشريفين على ما يبذله لمنطقة نجران «شكرا يا خادم الحرمين الشريفين وعدت فوفيت بوعدك وكان مشعل هو بشر الخير وهو أغلى هدية لمنطقة نجران». والرسالة الثالثة هي «من كل كبير وصغير شاب وفتاة من نجران شكرا لك يا مشعل على ما قدمته لمنطقة نجران». وقدم أهالي منطقة نجران هدية للأمير مشعل قدمها نيابة عنهم عبدالله المكرمي رئيس محاكم المنطقة. وألقى الشاعران مجحود بن محمد آل سعد وحمد فتان آل مطارد قصائد شعرية بهذه المناسبة تبعتهما شيلة ألقاها حسين آل لبيد. وتفنن أهالي نجران بفلكلورهم النجراني ورقصاتهم الشعبية مشاركة منهم في الحفل، حيث أبدعوا في رسم لوحة جميلة جمعت في محتواها جميع أنواع الرقصات الشعبية النجرانية مثل الزامل، الرزفة والمثلوثة. واختتموها بالمرافع والطبول. وتغنى الفنان محمد الشادي بسمفونية غنائية في فقرة فنية جمعت معاني الحب والوفاء لمشعل العطاء. بعدها ودع أهالي نجران أميرهم ومحبوبهم بدموع الحزن مع تمنياتهم له بالتوفيق في مستقبل حياته.