رأى مسؤولون وخبراء عرب أن أبرز التحديات الأمنية والسياسية في العام الجديد تتركز في الإرهاب، إسرائيل، إيران، والقلاقل وعدم الاستقرار. وحذروا في أحاديثهم ل«عكاظ» من أن الدول العربية تتعرض لتدخلات قوى خارجية تعمل على إذكاء الصراعات الداخلية وتصاعد حدتها. وطالبوا بضرورة رؤية واضحة للدول العربية تجاه المستقبل. انتصار إرادة الشعوب توقع رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف السوري هيثم المالح أن يشهد 2014 انتصار إرادة الشعب السوري على النظام الأسدي القاتل، وقال إن الأزمة في سورية من أبرز التحديات التي تواجه دول المنطقة العربية والشرق الأوسط في العام الجديد؛ نظرا لاستمرار الاحتلال الإيراني لسورية، واستمرار ميلشيات حزب الله في دعم النظام، مضيفا أنه رغم تخاذل المجتمع الدولي في دعم الشعب السوري ووقوف إيران وروسيا وحزب الله مع الأسد وزمرته القاتلة، إلا أن إدارة الشعب السوري سوف تنتصر. ورأى الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين السفير محمد صبيح أن التعنت الإسرائيلي والاستيطان وعدم وجود إرادة سياسية لدى حكومة نتنياهو يمثلان أبرز التحديات التي تواجه التوصل لاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين طبقا لمبدأ الأرض مقابل السلام وقوانين الشرعية الدولية، مشددا على أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حقوقه مهما كانت التحديات. أبرز التحديات وحصر الخبير الأمني اللواء رضا يعقوب أبرز التحديات الأمنية لعام 2014 في وجود الإخوان والقاعدة في العالم العربي، مشيرا إلى سعي التنظيم الدولي للإخوان في العام الجديد إلى إقصاء مصر، متوقعا أن يستخدم الإخوان قنوات الإرهاب الدولي في قتل المصريين وتدمير مؤسسات الدولة، لكنه يرى أن هذا المخطط سيلاقي فشلا ذريعا. وأشار إلى أن القتال الدائر في سورية يؤثر بشكل كبير على أمن واستقرار المنطقة، متوقعا أن يستمر تأزم الأوضاع الأمنية في ليبيا بسبب وجود الإخوان والقاعدة رغم الجهود المبذولة لتحقيق الوفاق الوطني، لافتا إلى استمرار المواجهات الأمنية والقلاقل بدول ثورات الربيع العربي ما لم يتم إقصاء الإخوان من المنطقة. وبالنسبة للوضع في جنوب السودان، اعتبر اللواء يعقوب أنه صراع قبلي مرتبط بالوضع الخاطئ الناتج عن انفصال الجنوب، مؤكدا أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار والأمن بالسودان بمعزل عن الحل الأفريقي. وتحدث عن التحدي الإيراني في ضوء احتمالات تسوية الملف النووي مع الغرب، مشددا على ضرورة التعاون العربي في مواجهة الأطماع الإيرانية بالمنطقة. عدم الاستقرار وفي رأي رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي عبدالغفار شكر، فإن أبرز تحد سياسي يواجه المنطقة يتمثل في عدم الاستقرار، محذرا من أن المنطقة تتعرض لتدخلات أجنبية كما هو الحال في ليبيا وسورية ومصر واليمن وجنوب السودان وحتى لبنان، وقال إن هذه التدخلات تحدث قلاقل سياسية تؤثر سلبا علي الأوضاع الأمنية، ومضيفا أن المنطقة على كف عفريت والصراعات السياسية مرشحة للتصاعد في العام الجديد بسبب التدخلات الخارجية ومصالح الدول الكبرى. ورغم هذا التحديات يقول شكر ل«عكاظ» إن هناك محاولات مخلصة لمقاومتها، كما تقاوم مصر الإرهاب، وتسعى ليبيا لتحقيق التوافق الوطني، معتبرا ما يجري في العالم العربي من أزمات تلقي بظلالها على دول الخليج، وهو ما يدركه الخليج جيدا من أن استقرار مصر مهم لأمن الخليج. وأشار إلى أن الملف الإيراني لم تتم تسويته بشكل نهائي حتى الآن، ولكن علينا أمام تصاعد التحديات تشجيع إيران على الالتزام بعلاقات حسن الجوار وتنمية المصالح المشتركة. مخطط تقسيم المنطقة وتحدث القيادي في حزب الدستور الدكتور أحمد دراج عن وجود مخطط قديم جديد لتقسيم المنطقة وإعادة رسم خريطتها، وهو ما يمثل أبرز التحديات السياسية التي تواجه المنطقة في العام الجديد، مشيرا إلى نجاح مصر في إزاحة الإخوان ومحاكمة قياداتها. وقال إن فشل المخطط الغربي في مصر والمنطقة حتى الآن لا يعني أنه صرف النظر عن مساعيه لإعادة رسم خارطتها. وأضاف أن الغرب لديه مؤسسات بحثية لا تقف عند حد الفشل والتسليم بأن ثورة 30 يونيه قد أنهت مخططا، إذ أن مراكزه البحثية لديها طرق أخرى لتنفيذ المخطط، خصوصا أن إسرائيل لها دور فاعل في ذلك. وأفاد دراج بأن الإرهاب يمثل رأس حربة في العالم العربي ويشكل خطرا على تحقيق الاستقرار السياسي بالمنطقة، ما لم تستطع الدول العربية وضع رؤية استراتيجية دفاعية لمواجهته. وأما المهدد الثالث من وجهة نظر الدكتور دراج فإنه يتمثل في عدم وجود رؤية واضحة للدول العربية تجاه المستقبل، فضلا عن أنها تعاني من تمزقات داخلية كما هو الحال في اليمن والسودان ولبنان.