لا يكاد يخلو شارع من شوارع المدينةالمنورة من رداءة السفلتة التي تعيق حركة السير، وتلحق الضرر بالمركبات، وما يزيد الأمر سوءا الشوارع المتهالكة، ما يدفع قائدي المركبات إلى توخي الحذر عند السير فيها ويدعو لتدخل الجهات المختصة. «عكاظ» توقفت عند الكثير من الطرق والشوارع الرئيسية في منطقة المدينةالمنورة، ورصدت انتشار ظاهرة السفلتة المتهالكة في شوارع وطرق طيبة الطيبة. عدد من أهالي وزوار المدينةالمنورة أكدوا أن الطرق والشوارع الرئيسية والفرعية بالمدينة باتت لا تخلو من السفلتة المتهالكة فضلا عن افتقارها للصيانة، مرجعين أسباب سوء السفلتة لعدة عوامل أهمها مشاريع البنية التحتية، وأعمال الصيانة المتكررة التي تفتقر للتنسيق المباشر بين الجهات المعنية، الأمر الذي يعرض الشارع لإزالة طبقاته الإسفلتية أكثر من مرة، حيث تحاول بعدها الشركة المنفذة للمشروع ترقيع الشارع بعد زوال السفلتة القديمة، ويساعد في ذلك غياب الرقابة من قبل الجهات المختصة، الأمر الذي يسبب إرباكا شديدا في حركة المرور، إضافة إلى الحوادث التي تحصد أرواح الأبرياء. وشدد الأهالي على أنه فيما لو حرصت الجهات المختصة على تنفيذ المشاريع وصيانتها بجودة عالية لما شاهدوا هذا السوء الذي وصلت إليه السفلتة والتي أصبحت «علامة فارقة» في طرق وشوارع طيبة الطيبة. وقال عادل اليحيوي إن المدينةالمنورة تشهده تطورا ملحوظا في النهضة العمرانية ولكن لاتزال طرقها متهالكة، على حد وصفه، مضيفا أنه فوجئ بأعمال صيانة مؤخرا لإحدى الشركات في مدخل المدينة على طريق خط الهجرة، وعلى طريق القصيم. ومن جهته، يطالب ناصر الجابري أمانة المنطقة بآلية لمراقبة الشركات المنفذة لأعمال الطرق وسرعة الإنجاز والدقة في التنفيذ والتقيد بشروط السلامة، وكذلك متابعة الأعمال أثناء تنفيذ المشروعات وفرض عقوبات مالية رادعة بحق المقاولين الذين ينفذون المشروعات بطريقة سيئة وعدم التعاقد معهم لتنفيذ مشروعات أخرى. ويؤكد أحمد الحربي تعدد المشاريع بالمدينة فلا يكاد يمر يوم إلا وتشهد تنفيذ مشروع جديد، وقد يكون في نفس موقع المشروع السابق، الأمر الذي يرهق مستخدمي الطرق إضافة إلى تهالك السفلتة التي توضع أثناء صيانة الشوارع وتنفيذ المشروعات ما يتسبب في تلف المركبات ويتكبد أصحابها خسائر فادحة نظير صيانتها وإصلاحها، فضلا عن أن هذه المشروعات المتعثرة تعكس صورة سلبية عن المدينةالمنورة التي تشهد إقبالا كبيرا من الزوار من خارج المملكة. أما علي عتيق فأوضح أنه نتج عن تعدد المشاريع تهالك السفلتة في شوارع المدينةالمنورة بشكل ملحوظ. ومن جانبه، يطالب عبدالله المحمدي بضرورة الاعتناء بالطرق والشوارع الرئيسية في المدينةالمنورة، إضافة إلى ضرورة تكثيف الرقابة على المشاريع الرئيسية في قلب المدينة، لاسيما أن المدينةالمنورة تشهد إقبالا كبيرا من الزوار والمعتمرين على مدار العام. إلى ذلك، أكد مدير وحدة الأمن والسلامة والناطق الإعلامي في مرور منطقة المدينةالمنورة العقيد عمر النزاوي أن انتشار ظاهرة تهالك السفلتة في طرق وشوارع المدينة يعود إلى المشاريع الكبيرة التي تشهدها المدينةالمنورة، مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة تدخل الجهات المختصة لوضع طرق جانبية للحد من تلك الظاهرة والتي تشكل عقبة للخطط المرورية، مضيفا أن هناك جهات مختصة مهمتها متابعة المشاريع الحكومية، منوها بالجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المختصة في رصد المشاريع المتعثرة والسفلتة المتهالكة في كل الشوارع والأحياء، مؤكدا أن هناك آلية عمل تهدف إلى تهيئة الطرق والشوارع من خلال سلسلة من الإجراءات التي تمنع تكرار الظاهرة.