نظمت الجمعية الفلكية بجدة وضمن برنامج توعية الطفل بعلم الفلك الرصد الأخير المفتوح لكوكب الزهرة وذلك قبل مغادرته وانتقاله وبقائه في سماء الفجر حتى مطلع العام 2015م. وبدأ الرصد بمشاركة العديد من الأطفال ما بعد غروب الشمس، حيث كان الزهرة أول الأجرام التي تظهر في قبة السماء على هيئة نجم أبيض ساطع للعين المجردة في الأفق الجنوبي الغربي، وعند توجيه التلسكوب نحوه ظهر مثل هلال القمر نظرا لأنه يمر بأطوار مثل القمر تماما، ويمكن رصدها فقط من خلال التلسكوب. وظهر هلال الزهرة مضاء بنسبة 6% فقط كما يشاهد من على سطح الأرض، وبسبب أنه نحيل جدا الآن يمكن أن يحدث وينحرف ضوؤه، وينتج عنه تأثير قوس قزح عند النظر إليه عبر التلسكوب في مشهد سماوي فاتن. وفي كل ليلة حاليا يصغر قرص الزهرة شيئا فشيئا من ليلة إلى أخرى، فإضاءة هلال الزهرة كانت 16% في 17 ديسمبر الماضي وانخفضت إلى 6% بعد عشرة أيام (27 ديسمبر) وإلى 4% فقط مع بداية العام الشمسي الجديد. وبالتزامن مع اتجاه الكوكب نحو «المحاق» الاقتران الداخلي ليكون بين الأرض والشمس في 11 يناير 2014 ولبضعة أسابيع قرب ذلك التاريخ يظهر كوكب الزهرة في غاية الجمال من خلال التلسكوب في صورة هلال أبيض نحيل في مشهد رائع، ولكن مع انخفاضه واقترابه من وهج شفق غروب الشمس سوف يكون رصده صعبا جدا. ومن المحتمل أن تكون هناك مخاطرة إذا تم البحث عن الكوكب عندما لاتزال الشمس مرتفعة فوق الأفق قبل غروبها، فيما يقترب المشتري إلى أكبر حجم ظاهري في 4 يناير 2014 ما يعني أن كلا من الزهرة والمشتري ألمع كوكبين في السماء سيكونان بالقرب من أكبر حجم ظاهري في أول أسبوعين من شهر يناير 2014، وبسبب أن المشتري الآن يشرق في الأفق الشرقي (الشمال الشرقي) قبل أن يغرب الزهرة في الأفق الغربي (الجنوب الغربي) يظهر الكوكبان في موقعين متعاكسين في قبة السماء مطلع يناير، وتنتظم الشمس والزهرة والأرض والمشتري في خط مستقيم تقريبا، ويكون الزهرة والمشتري في جانبين متقابلين للأرض.